كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)
"""""" صفحة رقم 105 """"""
أخيه الأمير باديس وهو بالمسيلة . فرحل إلى إفريقية ، فاتصل بع أن فلفل بن سعيد قتل أبا زعبل ، وهزم أصحابه ، وأسر حميد بن أبي زعبل فمثل به ثم قتله ، وأن فلفلا تمادى إلى القيروان . فرحل باديس إلى باغاية فوصل إليها لأحدى عشرة بقيت من شوال . فأقام بها بقية الشهر . ورحل في غرة ذي القعدة حتى وصل إلى مرمجنة .
فلما صار إلى بني سعيد ، زحف إليه فلفل في يوم الخميس لست خلون من ذي القعدة . فلم يلقه باديس ولم يلتفت إليه . فلما كان يوم الاثنين ، زحف فلفل إليه . فالتقيا بوادي اغلان ، فكانت بينهم من الحروب العظيمة ما لم يسمع بمثلها . وقد كان اجتمع لفلفل من قبائل البربر ما لا يحصى كثرة ، وكذلك من زناتة ، وكلهم أصحاب خسائف . فثبت صنهاجة بين يدي باديس ، وظهر منه في ذلك اليوم ما قرت به أ ‘ ينهم . ثم أجلت الحرب عن هزيمة زناتة والبربر هزيمة فاحشة . وهرب فلفل واتبعته صنهاجة والعبيد حتى حال بينهم الليل . ورحل باديس من الغد فنزل في مناخ فلفل . وقتل من زناتة في ذلك اليوم تسعة آلاف رجل سوى من قتل من البربر . ثم رحل باديس فوصل إلى المنصورية في يوم الأربعاء لعشر بقين من ذي القعدة ثم وصل الخبر أن فلفل بن سعيد وأولاد زيري بن مناد عمومة والدباديس تصالحوا وتعاقدوا على قتال باديس . فلما تحقق ذلك خرج إلى رقادة سنة تسعين وثلاثمائة . ورحل حتى انتهى إلى قصر الإفريقي . فبلغه أن أولاد زيري رجعوا إلى المغرب خوفاً منه ، وأنه ما بقي مع فلفل منهم سوى ماكسن وولده محسن فرجع باديس إلى المنصورية .
وفي سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة ، دخل باديس إلى المغرب في طلب فلفل بن سعيد . فهرب منه إلى الرمال وافترق جمعه . فرجع باديس إلى إفريقية ومعه أبو البهار بن زيري عم أبيه ، وكان قبل ذلك قد أتاه معتذراً بأنه لم يدخل في شيء مما دخل فيه إخوته . فقبل عذره وطيب قلبه . وأما فلفل بن سعيد فإنه سار إلى طرابلس ، فقبله أهلها أهلها أحسن قبول ، فاستوطن بها .
وفي سنة اثنتين وتسعين ، وصل رسول ابن يوسف إلى ابن أخيه باديس ، يذكر أنه زحف إليه عمه ماكسن وأولاده ومن معهم . فكانت بينهم وقعة شديدة فقتل فيها ماكسن وأولاده محسن وباديس وحباسّة .