كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 11 """"""
ينتظره . فلما أتاه بالغنائم اختلفوا فيها . فقال عبد الملك : هي لأصحابي خاصة . وقال ابن حديج : بل لجماعة المسلمين . وكتب إلى معاوية بن أبي سفيان . فعاد جوابه : العسكر ردء السّرية ، فأقسم بين الناس جميعهم فوقع سهم الفارس ثلاثمائة دينار .
قال البلاذري . أول من غزا صقلية معاوية بن حديج ، بعث إليها عبد الله بن قيس ، وسنذكر ذلك في أخبارها إن شاء الله تعالى .
قال : ثم انصرف معاوية بن حديج إلى مصر . فأقره معاوية بن أبي سفيان عليها ، وعزله عن إفريقية ، وأفردها عن مصر ، واستعمل عليها من قبله .
ذكر ولاية عقبة بن نافع الفهري وفتح إفريقية الفتح الثالث وبناء القيروان
قال : ثم أرسل معاوية بن أبي سفيان عقبة بن نافع إلى إفريقية في سنة خمسين ، وكان مقيماً ببرقة وزويلة من أيام عمرو بن العاص فجمع من أسلم من البربر وضمه إلى الجيش الوارد عليه . وكان جملة الجيش الوارد من معاوية عشرة آلاف فارس من المسلمين . فسار عقبة إلى إفريقية فاتتحها ، ووضع السيف حتى أفنى من بها من النصارى .
ثم قال : إن إفريقية إذا دخلها إمام تحرّموا بالإسلام ، فإذا خرج منها رجع من كان أسلم منهم وارتد إلى الكفر . وأرى لكم - يا معشر المسلمين - أن تتخذوا بها مدينة نجعل بها عسكراً وتكون عزّ الإسلام إلى آخر الدهر . فأجابه الناس إلى ذلك .

الصفحة 11