كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 127 """"""
الناصر بن علناس . فجرد إليه تميم عسكراً من أجناده وعبيده . فعلم أنه لا طاقة له بهم ، فترك القيروان وسار إلى الناصر . ودخل عسكر تميم القيروان وخربوا قصر القائد الذي بناه بباب سلم .
وسار العسكر إلى تونس وبها ابن خراسان فحصروه ، فأطاع وصالح الأمير تميماً .
وأما قائد بن ميمون فإنه مكث عند الناصر سنتين . ثم مضى إلى حمّو بن مليل فاشترى له مدينة القيروان من العرب وولاه عليها . فابتدأ ببناء سورها وحصّنها .
وفي سنة سبعين وأربعمائة ، تم الصلح بين تميم والناصر ابن علناس . وزوجه تميم ابنته السيدة بلارة وجهزها إليه من المهدية في البر .
ذكر استيلاء مالك بن علوي الصخري على القيروان وأخذها منه ، وعودها إلى تميم
وفي سنة ست وسبعين وأربعمائة ، جمع مالك بن علوي العرب ، وسار إلى المهدية وحصرها . فدفعه تميم عنها ولم يظفر منها بشيء . فسار إلى القيروان فحصرها وملكها . فجرد تميم العساكر إليه فحصروه بها . فلما رأى مالك أنه لا طاقة له بعساكر تميم تركها . واستولت عساكر تميم عليها وعادت إلى ملكه كما كانت .
ذكر ملك الروم مدينة زويلة وعودهم عنها
قال : وفي سنة إحدى وثمانين وأربعمائة ، اجتمع الروم في أربعمائة قطعة وأعانهم الفرنج . وأتوا كلهم إلى جزيرة قوصرة وأخربوا ونهبوا وأحرقوا . وملكوا مدينة زويلة وهي بقرب المهدية . وكانت عساكر تميم غائبة في قتال الخارجين عليه ، فصالح تميم الروم على ثمانين ألف دينار ، بشرط أن يرادوا جميع ما حووه من السبي ، ففعلوا ذلك ورجعوا جميعاً .
وفيها مات الناصر بن علناس . وولي ابنه المنصور فقفا آثار أبيه في الحزم والعزم والرئاسة . وأتته كتب تميم وغيره بالتهنئة والتعزية .

الصفحة 127