كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 133 """"""
ومات وله من العمر اثنتان وخمسون سنة إلا سبعة عشر يوماً . ومدة ولايته ثماني سنين وخمسة أشهر إلا خمسة أيام .
وخلّف من الأولاد الذكور ثلاثين ولداً .
وقال عبد الجبار محمد بن حمديس الصقلي يرثيه ويهنىء ابنه علياً بالملك :
ما أعمد العضب حتى جرّد الذّكر . . . ولا اختفى قمر حتى بدا قمر
بموت يحيى أميت الناس كلهم . . . حتى إذا ما عليّ جاءهم نشروا
إن يبعثوا بسرور من تملّكه . . . فمن منيّة يحيى بالأسى قبروا
أوفى عليّ فسنّ الملك ضاحكة . . . وعينه من أبيه دمعها هر
شقّت جيوب المعالي ضاحكة . . . وعيه من أبيه دمعها همر
وقل لابن تميم حزن أتمها . . . فكل حزن عظيم فيه محتقر
قام الدليل ويحيى لا حياة له . . . أن المنية لا تبقى ولا تذر
ولاية علي بن يحيى بن تميم بن المعز ابن باديس بن المنصور بن يوسف بن زيري كانت ولايته بعد وفاة أبيه . وكان إذ ذاك بمدينة سفاقس ، فاجتمع رجال الدولة منهم عبد العزيز بن عمار والقائد زكو وغيرهما .
ووقع الاتفاق على أن يكتب كتاب على لسان يحيى لولده يؤمر فيه بالوصول إليه مسرعاً . فكتب وسيّر إليه فوصل إليه ليلاً . فخرج لوقته ومعه طائفة من أمراء العرب . وجد السير فوصل إلى المهدية الظهر من يوم الخميس الثاني من يوم العميد ، وهو الحادي عشر من ذي الحجة سنة تسع وخمسمائة . ودخل القصر . وبدأ بتجهيز أبيه وموارات في قبره ثم جلس للعزاء والهناء .
ولما استقامت له الأمور ، جهز أسطولاً إلى جربة ، وكان أهلها يقطعون على

الصفحة 133