كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 135 """"""
وهرب رافع بالليل إلى القيروان فدخلها بعد قتال . فأرسل علي ابن يحيى إليه عسكراً فحاصروه بالقيروان . ووقع بينهم قتال شديد قتل فيه أحمد بن إبراهيم صاحب الجيش بسهم أصابه . وكان الغلب مع ذلك لأصحاب علي . ورجع رافع إلى قابس .
وتوسط ميمون بن زياد لرافع في الصلح مع علي . فأجاب إلى ذلك بعد امتناع . وتم الصلح بينهما وانتظم وزالت الوحشة .
ثم وصل رسول رجار صاحب صقلية بمكاتبة يلتمس فيها تأكيد العهود وتجديد العقود . فأجاب إلى ذلك . ثم وقعت الوحشة بينهما . فأمر علي بتجديد الأصطول فعمر عشرة مراكب حربية ، وثلاثين غرابا ، وشحنها بالرجال والعدد والنفط وجميع ما تحتاج إليه .
وكان دأبه الحزم والصرامة والشهادة والعزم إلى أن توفى . وكانت وفاته في يوم الثلاثاء لسبع بقين من شهر ربيع الآخر سنة خمس عشرة وخمسمائة . وكان مولده بالمهدية صبيحة يوم الأحد للنصف من صفر سنة تسع وسبعين وأربعمائة . وكانت مدة ولايته خمس سنين وأربعة أشهر وثلاثة عشر يوماً . وخلف من الأولاد أربعة ، وهم الحسن وباديس وأحمد وعزيز .
ولما مات ولي بعده بعهده ولده الحسن .
ذكر ولاية الحسن بن علي بن يحيى بن تميم بن المعز ابن باديس بن المنصور بن يوسف بن زيري
كانت ولايته بعهد من أبيه . فاستقل بعد وفاة أبيه ، وله من العمر إذ ذاك اثنتا عشرة سنة وشهوراً . فدبر دولته صندل الخص وحفظ الملك . فلم تطل أيام صندل حتى مات . ووقع الاختلاف بين أكابر الدولة والقواد ، وكل منهم يطلب التقدم على الجميع ، ويبدي أنه صاحب الحل والعقد . فلم يزالوا كذلك إلى أن فوض أمور دولته إلى القائد أبي عزيز موفق ، وهو من قواد أبيه ، فصلحت الأمور
ذكر استيلاء الفرنج على جزيرة جرب
وفي سنة تسع وعشرين وخمسمائة ، استولت الفرنج على جربة من بلاد إفريقية . وكان أهلها لا يدخلون تحت طاعة سلطان . فخرج إليها جيش من صقلية وأداروا

الصفحة 135