كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 144 """"""
الزكاة بالسلاح والخيل . وإنما أنتم قوم محتالون ولو أعطيناكم أموالنا بأسرها ما عمتكم . وخرج إليهم صاحبها في عسكر كبير فحاربوه . وطالت الحرب بينهم .
ثم ساروا إلى قول ، وهو جبل قريب من الصحراء فاجتمع إليهم من كزولة خلق كثير . ورجعوا إلى سجلماسة ، واستولوا عليها بعد حروب . وقتل مسعود بن ورّو . واستخلف أبو بكر عليها يوسف بن تاشفين اللمتوني من بني عمه الأقربين ورجع إلى الصحراء . وكان فتحها في سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة .
قال : ولما ولي يوسف بن تاشفين أحسن إلى الرعية واقتصر منهم على الزكاة .
قال : وأقام أبو بكر بالصحراء مدة ثم عاد إلى سجلماسة فأقام بها سنة ، والخطبة والدعاء والأمر والنهي له . ثم استخلف على سجلماسة ابن أخيه أبا بكر بن إبراهيم بن عمر . وجهز يوسف بن تاشفين وجيشاً من المرابطين إلى السوس ففتح له وعلى يديه .
وتوفي أبو بكر في سنة اثنتين وستين وأربعمائة بالصحراء .
ذكر ولاية يوسف بن تاشفين
قال : ولما توفي أمير المسلمين أبو بكر بن عمر ، اجتمعت طوائف المرابطين على يوسف بن تاشفين ، وولوه أمرهم ، وسموه أمير المسلمين . وكانت الدولة حينئذ في بلاد المغرب لزناتة الذين ثاروا في أيام الفتن . وهي دولة رديئة مختلة سيئة السيرة مذمومة الطريقة . وكان يوسف ومن معه على نهج السنة واتباع أثمة الشريعة فاستغات به أهل بلاد المغرب ، فافتتحها شرقاً وغرباً بأيسر سعي . وأحبته الرعية وصلحت أحوالهم .
ذكر بناء مدينة مراكش
قال : ثم قصد أمير المسلمين موضع مدينة مراكش ، وهو قاع صفصف لا عمارة فيه ، وهو سقع متوسط في مملكة بلاد المغرب كالقيروان في بلاد إفريقية ، تحت جبال المصامدة الذين هم أشد أهل المغرب قوة وأمنعهم معقلاً . فاختط المدينة هناك لتقوى على تدويخ أهلتك البلاد . واتخذها دار ملكه ، ومقر سكنه . فلم

الصفحة 144