كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 147 """"""
سائر النساء ، وخرجت في وصفك لها عن الحد ، وزعمت أن ليس في الأرض أجمل منها ، وما هذه منزلة القضاء ولا يليق بك أن تنزل نفسك في هذه المنزلة . فقال ارتجالاً :
أنت بالشمس لا حقه . . . وهي بالأرض لاصقه
فمتى ما مدحتها . . . فهي من سير طالقه
فقالت له : يا قاضي ، طلقتها منه ؟ قال : نعم ، ثلاثة وثلاثة وثلاثة . فضحكت حتى اتضحت وقالت له : والله ، لا شم لها قفاً أبداً . وكتبت إلى يوسف برده إلى القضاء ، فرده .
ذكر استيلائه على مدينة غرناطة من جزيرة الأندلس
كان سبب ذلك ما قدمناه في أخبار الدولة العبادية أن المعتمد بن عباد لما وقع بينه وبين الأدفونش عساكره ؛ استنجد ابن عباد بأمير المسلمين يوسف بن تاشفين . فدخل بعساكره إلى جزيرة الأندلس ، واجتمع بالمعتمد بن عباد ، وتوجها جميعاً لقتال الفرنج . وكانت وقعة الزلافة لات انهزم فيها الأدفونش وقتل عامة عسكره على ما قدمناه مبيّناً في أخبار المعتمد بن عباد . وذلك في العشر الأول من شهر رمضان سنة تسع وسبعين وأربعمائة .
ورجع أمير المسلمين إلى مراكش فأقام بها إلى العام الآتي . ثم دخل إلى الأندلس . وخرج إليه محمد بن عباد من إشبيلية في عسكره . وأتى عبد الله بن بلكين صاحب أغرناطة في عسكره .
وساروا حتى نزلوا على ليطة ، وهو حصن منيع كان فيه النصارى فحاربوه أياماً فلم يطيقوا فتحه ، فرحلوا عنه بعد مدة .
ورجع المعتمد إلى إشبيلية . وكان طريق يوسف بن تاشفين على مدينة أغرناطة . فدخل عبد الله بن بلكين إليها ليخرج إلى يوسف الوظائف . فغدر به يوسف ودخل أغر ناطة وأخرجه منها واستولى عليها . ودخل قصر عبد الله فوجد فيه من الأموال والذخائر ما لم يحوه ملك من ملوك الأندلس . ومما وجد فيه سبحة فيها أربعمائة

الصفحة 147