كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 148 """"""
جوهرة ، قوّمت كل جوهرة بمائة مثقال ؛ ومن أنواع الجواهر واليواقيت والزمرج ما لا تحصى قيمته ؛ من العين ألف ألف دينار ؛ ومن فاخر الثياب وأواني الذهب والفضة ما لا تعرف له قيمة . وأخرج منها تميم بن بلكين أخا عبد الله ، وسار بهما إلى مراكش . وذلك في سنة ثمانين وأربعمائة . ورجع أمير المسلمين إلى مراكش فأطاعه من كان لم يطعه من بلاد السوس وورغة وقلعة مهدي .
ذكر ملك أمير المسلمين جزيرة الأندلس
وفي سنة أربع وثمانين وأربعمائة ، ملك من جزيرة الأندلس ما كان بقي بيد المسلمين بها ، وهي قرطبة وإشبيلية والمرية وبطليوس . وذلك أنه سار في هذه السنة من مراكش إلى سبتة . وأدخل العساك مع سير بن أبي بكر إلى الأندلس وحش خلقاً كثيراً ، وأمره بمحاصرة إشبيلية . فحاصرها وفتحها في يوم الأحد لتسع بقين من شهر رجب من هذه السنة . رأس المعتمد بن عباد ونقله إلى أغمات فحبسه بها حتى مات ، على ما قدمناه مبيناً في أخبار ابن عباد . قال : ثم خرج سير من إشبيلية إلى مدينة المرية فنزل عليها . وكان واليها محمد بن معن بن صمادح فقال لولده : ما دام المعتمد بن عباد بإشبيلية فلسنا نساءل عنه . فأتاه الخبر بفتح إشبيلية وأسر ابن عباد فمات غماً . فخرج ولده بإخوته وأهله في مركب حربي شحنه بأمواله . وأقلع إلى الجزائر والتحق ببني حماد ، فأحسنوا إليه وأسكنوه مدينة تدلّس .
قال : وكان أبو محمد عمر بن محمد بن عبد الله بن مسلمة المعروف بابن الأفطس صاحب بطليوس ممن أعان المعتمد ، فلما سمع بإشبيلية رجع إلى بلده . فسار إليه سير بن أبي بكر فحاربه وغلبه . وأتي به وبولده الفضل أسيرين ، فأمر سير بضرب أعناقهما . فقال : قدّموا وليدي قبلي للقتل ليكون في صحيفتي فقتل قبله ثم قتل هو بعده .
قال : ولم يترك سير من ممالك الأندلس وملوكهم سوى بني هود . فإنه لم

الصفحة 148