كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 150 """"""
أحضروا العسل أن يأكلوا منه فامتنعوا واستعفو من الأكل . فقال : من لم يأكل منه قتل بالسيف . فأكلوا فماتوا عن آخرهم .
فكتب إلى أمير المسلمين : " إنك قد أردت قتلي بكل سبب فلم يظفّرك الله ، وكشف لي عن سريرتك . وقد أعطاك الله المغرب بأسره ، ولم يعطني إلا هذا الجبل . وهو في بلادك كالشامة البيضاء في الثور الأسود . فلم تقنع بما أعطاك الله عز وجل . فكفّ أمير المسلمين عنه .
ذكر ولاية أمير المسلمين من قبل الخليفة أمير المؤمنين المستظهر بالله
قال : كان الفقهاء بالأندلس قالوا لأمير المسلمين يوسف بن تاشفين : " إنه لا تجب طاعتك على المسلمين حتى يكون لك عهد من الخليفة " فأرسل قوماً من أهله إلى بغداد بهدية نفيسة ، وكتاب يذكر فيه ما فعل بالفرنج ، وما قصده من نصرة الدين والجهاد في سبيل الله . فجاءه رسول من أمير المؤمنين أبي العباس أحمد المستظهر بالله بهدية وكتاب وتقليد وخلع . ودام ملك أمير المسلمين إلى سنة خمسمائة فتوفى فيها . فكانت مدة ولايته ثماني وثلاثين سنة تقريباً .
وكان ديناً حازماً سئوساً ذا دهاء ، إلا أنه أبان عن لؤم لما اعتقل المعتمد بن عباد بإغمات ، فإنه لم يجر عليه ما يقوم به حتى كانت بناته يغزلن بالأجرة للناس وينفقن عليهن وعليه .
ولما مات يوسف ولي بعده ابنه .
ذكر ولاية علي بن يوسف بن تاشفين
كانت ولايته بعد وفاة أبيه في سنة خمسمائة . وكان أبوه قد عقد له الأمر بعده في سنة تسع وتسعين وأربعمائة فاستقل بالأمر بعده وتلقب بأمير المسلمين . وكان يقتدي في القضايا والأحكام بفقهاء بلاده ، ويقربهم ويكرمهم . وإذا أتته نصيحة قبلها أو موعظة خشع لها . وسار في رعيته أحسن سيرة ، فأحبه الناس واشتملوا عليه ومالوا إليه .
ولاية علي بن يوسف بن تاشفين كانت ولايته بعد وفاة أبيه في سنة خمسمائة . وكان أبوه قد عقد له الأمر بعجه في سنة تسع وتسعين وأربعمائة فاستقل بالأمر بعده وتلقب بأمير المسلمين . وكان يقتدي في القضايا والأحكام بفقهاء بلاده ، ويقربهم ويكرمهم . وإذا أتته نصيحة قبلها أو موعظة خشع لها . وسار في رعيته أحسن سيرة ، فأحبه الناس واشتملوا عليه ومالوا إليه .
ذكر محاربة الفرنج خذلهم الله تعالى وانهزامهم
وفي سنة خمس وخمسمائة ، خرج ملك الفرنج صاحب طليطلة إلى بلاد الإسلام وجمع وحشد . وكان قد قوي طمعه في البلاد لما مات يوسف بن تاشفين .

الصفحة 150