كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 153 """"""
في سفره إلى العراق . واجتمع بالغزالي والكيا الهراسي ، وقيل : لم يجتمع بالغزالي . واجتمع بأبي بكر الطرطوشي بالإسكندرية . وحج ورجع إلى المغرب .
قال : ولما ركب البحر من الإسكندرية مغرّباً غيّر المنكرات في المركب . وألزم من فيه بإقامة الصلاة وقراءة القرآن حتى انتهوا إلى المهدية ، وسلطانها حينئذ يحيى بن تميم بن المعز بن باديس ، وذلك في سنة خمس وخمسمائة . فنزل بمسجد وليس معه سوى ركوة وعصا . فتسامع به أهل البلد فقصدوه يقرئون عليه أنواع العلوم . فكان إذا مر به المنكر أزاله وغيره . فلما كثر ذلك منه ، أحضره الأمير يحيى مع جماعة من الفقهاء . فأعجبه سمته وكلامه فاحترمه وسأله الدعاء .
ثم رحل من المهدية وأقام بالمنستير مع جماعة من الصالحين مدة .
وسار إلى بجاية وفعل مثل ذلك . فأخرج منها إلى قرية بالقرب منها اسمها ملالة ، فلقيه بها عبد المؤمن . فرأى منه من النجابة والنهضة ما تفرس فيه التقدم والقيام بالأمر . فسأله عن اسمه وقبيلته . فأخبره أنه من قيس عيلان ثم من بني سليم فقال محمد بن تومرت : هذا الذي بشر به رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حين قال : إن الله لينصر هذا الدين في آخر الزمان برجل من قيس . فقيل : من أي قيس ؟ فقال : من بني سليم . واستبشر بعبد المؤمن وسرّ بلقائه . وكان مولد عبد المؤمن بمدينة تاجرة من أعمال تلمسان ، وهو من بني عائد قبيلة من كومة نزلوا بذلك الإقليم في ثمانين ومائة .

الصفحة 153