كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 159 """"""
أمير المؤمنين ثم مات . وكان عمره إحدى وخمسين سنة ، وقيل : مات وله خمس وخمسون سنة . ومدة ولايته عشر سنين .
ذكر ولاية عبد المؤمن بن علي
كانت ولايته بعد وفاة المهدي محمد بن تومرت في سنة أربع وعشرين وخمسمائة ، بوصية من المهدي كما ذكرناه وكان في الغزو فعاد إلى تينمل وتسلم الأمر ، وتلقّب بأمير المؤمنين على ما لقّبه به المهدي قبل وفاته . وأقام يتألف القلوب ويحسن إلى الناس إلى سنة ثمان وعشرين وخمسمائة .
ذكر خروجه للغزو وما فتحه من البلاد ومن أطاعه من القبائل
قال : وفي هذه السنة ابتدأ عبد المؤمن بالغزو . وسار في جيش كثيف ، وجعل يمشي في الجبل إلى أن وصل إلى تادلة . فمانعه أهلها وقاتلوه فهزمهم وفتحها . وتم منها إلى البلاد التي تليها . ومشى في الجبال يفتح ما امتنع عليه . وأطاعه صنهاجة الجبل . قال : فعند ذلك جعل أمير المسلمين علي بن يوسف ولده تاشفين بن علي ولي عهده ، وأحضره من الأندلس ، وكان أميراً عليها ، وندبه لقتال بد المؤمن ، وذلك في سنة إحدى وثلاثين . فسار تاشفين لحربه ، فكان يمشي في الصحراء وعبد المؤمن في الجبال .
وفي سنة اثنتين وثلاثين ، كان عبد المؤمن بجيشه في النواظر - وهو جبل عال مشرف - وتاشفين في الوطأة ، ويخرج من الطائفتين قوم يتطاردون ويترامون ، ولم يكن بينهم لقاء . وسمي هذا عام النواظر ، ويؤرخونه به .
وفي سنة ثلاث وثلاثين ، توجه عبد المؤمن مع الجبل في الشعراء حتى انتهى إلى جبل كرانطة . فأقام به في أرض صلبة بين شجر ، وتاشفين قبالته في الوطأة في أرض لينة لا نبات بها . وكان الفصل شتاء ، فتوالت الأمطار أياماً كثيرة . فصار

الصفحة 159