كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 167 """"""
وانقرضت دولة بني حماد . وكانت مدة ملكهم منذ ولي حماد مدينة آشير من قبل أبي مناد باديس بن المنصور بن يوسف في صفر سنة سبع وثمانين وثلاثمائة مائة سنة وستين سنة . وعدة من ملك منهم تسعة ملوك ، وهم حماد بن يوسف بلكين بن زيري ، ثم القائد ابن حماد ثم محسن بن القائد بن حماد ، ثم ابن عمه بلكين بن محمد ، ثم الناصر بن علناس بن محمد بن حماد ، ثم ابنه المنصور ، ثم ابنه باديس بن المنصور ولم تطل أيامه حتى مات ، وولي بعده العزيز بالله بن المنصور بن الناصر ، ثم يحيى بن العزيز هذا . وعليه انقرضت دولتهم .
وكان يحيى قد اعتق الحسن بن علي بن يحيى بن تميم بن المعز بن باديس - كما ذكرناه . وسر بما ناله من أخذ الفرنج بلاده . فلم تطل المدة حتى فاجأه اقدر واستلب ملكه . واجتمع الحسن ويحيى في مجلس عبد المؤمن على بساط واحد . واستصحب عبد المؤمن الحسن معه ، وألحقه بخاصته ، وأعلى مرتبته . ولم يفارقه في سفر ولا حضر إلى أن فتح المهدية ، فأقر الحسن بها وأمر واليها أن يقتدي برأيه ، على ما نذكره إن شاء الله تعالى .
ذكر ظفره بصنهاجة وملكه قلعة حماد
قال : ولما ملك عبد المؤمن بجاية ، تجمعت صنهاجة في أمم كثيرة . وتقدم عليهم رجل اسمه أبو قبيصة . واجتمع معهم من كتامة ولوانة وغيرها مالا يحصى كثرة ، وقصدوا حرب عبد المؤمن . فأرسل إليهم جيشاً كثيفاً ، ومقدمهم أبو سعد يخلف ، وهو من آية خمسين . فالتقوا في عرض الجبل شرقي بجاية . فانهزم أبو قبيصة ، وقتل أكثر من معه ، ونهبت أموالهم ، وسبيت نساؤهم وذراريهم .
ثم سار أبو سعيد إلى قلعة حماد ، وهي من أحصن القلاع وأعلاها . فلما رأى أهلها عساكر الموحدين هربوا منها في رؤوس الجبال . وملكت القلعة حمل جميع ما فيها من الأموال والذخائر وغير ذلك إلى عبد المؤمن .
ذكر الحرب بين عبد المؤمن والعرب وظفر عساكر عبد المؤمن بهم
قال : وفي سنة ثمان وأربعين وخمسمائة في صفر ، كانت الحرب بين عساكر

الصفحة 167