كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 170 """"""
وإني أخاف أن ينظر في هذا فتسقط منزلتكم عنده فعلموا صدقه . وحضروا إلى عند عبد المؤمن وسألوه أن يستعمل أولاده . فقال : لا أفعل . فعزموا عليه حتى فعل بسؤالهم .
ذكر ملكه مدينة المرية من الفرنج وأغرناطة من الملثمين
قال : وفي سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة ، كاتب ميمون ابن بدر صاحب أغرناطة أبا سعيد بن عبد المؤمن صاحب مالقة والجزيرة الخضراء وسبتة أن يسلم إليه أغرناطة ، فتسلمها منه . وسار إلى مالقة بأهله وولده ، فسيره أبو سعيد إلى مراكش . فأقبل عليه عبد المؤمن وأكرمه .
وانقرضت دولة المتلثمين ولم يبق لهم إلا جزيرة ما يرقة مع حمو بن غانية اللمتوني .
قال : ولما ملك أبو سعيد أغرناطة جمع الجيوش وسلم إلى مدينة المرية - وهي بيد الفرنج ، كانوا قد أخذوها في سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة - فنازلها وحصرها براً وبحراً . ونزل عسكره على الجبل المشرف عليها . وبني سوراً على الجبل إلى البحر ، وعمل عليه خندقاً . فصارت المدينة والحصن الذي فيه الفرنج محصورين بهذا السور والجبل . لا يمكن أن يصل إليها من ينجدها . وجمع السليطين ملك الفرنج بالأندلس الجيوش وجاء إليها ، فلم يتمكن منها ورجع ومات قبل وصوله إلى طليطلة . وتمادى الحصار على المرية ثلاثة أشهر ، فقلّت الأقوات على الفرنج فطلبوا الأمان . فأمنهم أبو سعيد وتسلّم الحصن . ورحلوا في البحر عائدين إلى بلادهم . وكانت مدة ملكهم المرية عشر سنين .
ذكر ملك عبد المؤمن مدينة المهدية من الفرنج وجميع بلاد إفريقية
كان الفرنج قد تغلبوا على مدينة المهدية وملكوها في سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة ، كما قدمناه في أخبار الحسن بن علي بن يحيى بن تميم بن المعز بن

الصفحة 170