كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 177 """"""
وكان لعبد المؤمن من الأولاد الذكور ستة عشر ، وهم محمد وهو ولي عهده ، وعلي ، وعمر ، ويوسف ، وعثمان ، وسليمان ، ويحيى ، وإسماعيل ، والحسن ، والحسين ، وعبد الله ، وعبد الرحمن ، وموسى ، وإبراهيم ، ويعقوب .
ذكر ولاية أبي يعقوب يوسف بن عبد المؤمن ابن علي
كانت ولايته بعد وفاة أبيه . وذلك أن عبد المؤمن لما حضرته الوفاة جمع أشياخ الموحدين وقال لهم : قد جربت ابني محمداً فلم أجد فيه نجابة تصلح للأمر ، ولا يستحق الولاية ولا يصلح لها إلا ابني يوسف ، وهو أولي بها ، فقدّموه لها . ووصاهم به فبايعوه وعقدوا له الولاية . وخوطب بأمير المؤمنين .
ثم مات عبد المؤمن فكتموا موته وحمل في محفة من سلا بصورة أنه مريض إلى أن وصل إلى مراكش . وكان ابنه أبو حفص حاجباً لأبيه فبقي مع أخيه على مثل حاله مع أبيه يخرج إلى الناس فيقول أمر أمير المؤمنين بكذا وكذا ، ويوسف يقعد مقعد أبيه إلى أن كملت المبايعة له في جميع البلاد . فأظهر موت أبيه بعد انقضاء أشهر من وفاته . واستقامت الأمور لأبي يعقوب وانقاد الناس لأمره .
ذكر عصيان غمارة مع مفتاح بن عمرو وقتالهم وقتل مفتاح
قال : ولما تحقق الناس موت عبد المؤمن ، ثارت قبائل غمارة في سنة تسع وخمسين وخمسمائة مع مفتاح بن عمرو ؛ وكان مقدماً كبيراً فيهم ، فاتبعوه بأجمعهم ، وامتنعوا في جبالهم ، وهي معاقل مانعة ، وهم أمم جمة . فتجهز إليهم أبو يعقوب ومع أخواه عمر وعثمان في جيش كثيف من الموحدين والعرب . وتقدموا إليهم والتقوا واقتتلوا في سنة إحدى وستين . فانهزمت غمارة ، وقتل مفتاح وجماعة من أعيانهم ومقدميهم وخلق كثير منهم . وملكوا بلادهم عنوة . وكانت قبائل كثيرة يريدون الفتنة ، وهم ينظرون ما يكون من غمارة ، فلما قتلوا انقادت تلك القبائل إلى الطاعة ، ولم يبق متحرك لفتنة ، وسكنت الدهماء في جميع المغرب .

الصفحة 177