كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 180 """"""
وذكر هذا المؤرخ أن وفاته كانت في يوم السبت لسبع خلون من شهر رجب من السنة ، من طعنة طعنها على مدينة شنترين من أيدي الروم ، لما عبر المسلمون وتركوه في شرذمة يسيرة . ومات في الليلة الثالثة . والله تعالى أعلم .
وقال أيضاً : ودفن بتينمل عند أبيه وابن تومرت .
قال : وكان يحمل إليه من مال إفريقية في كل سنة وقرمائة وخمسين بغلاً ، خارجاً عما يرتفع إله من سائر البلاد .
وكان حسن السيرة ، يحب العلماء ويقربهم ويشاورهم ، وهم أهل خاصته ، وكان فقيهاً علاماً حافظاً متقناً ، رحمه الله تعالى .
ذكر ولاية أبي يوسف يعقوب بن أبي يعقوب يوسف بن عبد المؤمن
كانت ولايته بعد وفاة أبيه في شهر ربيع الأول سنة ثمانين وخمسمائة . وكان أبوه قد مات ولم يوص لأحد بالملك ، فاجتمع رأي أشياخ الموحدين وأولاد عبد المؤمن على تقديم أبي يوسف يعقوب . فبايعوه وعقدوا له الولاية وقدموه للأمر ، ودعوه بأمير المؤمنين . فقام بالملك أحسن قيام ، ورفع راية الجهاد ، وأحسن السيرة . فاستقامت له الدولة بأسرها مع سعة أقطارها . ورتب ثغور الأندلس ، وشحنها بالرجال ، ورتّب المقاتلة في سائر بلادها ، وأصلح أحوالها ، وعاد إلى مدينة مراكش .
ذكر أخبار الملثمين وما ملكوه من إفريقية واستعادة ذلك منهم
قال : ولما بلغ علي بن إسحاق بن محمد بن علي بن غانية اللمتوني صاحب جزيرة ميورقة ، وكان من أعيان الملثمين ، وفاة أبي يعقوب ، سار إلى بجاية في عشرين شينياً ، وملكها في شعبان سنة ثمانين وخمسمائة ، وأخرج من كان بها من الموحدين . وكان الأمير بها سليمان بن عبد الله بن عبد المؤمن . وخطب اللموتوني بها للخليفة الناصر لدين الله العباسي .

الصفحة 180