كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 190 """"""
قالوا : وكان عبد العزيز هذا في أيام إمارته قبل أن يصير الأمر إليه مجتهداً في دينه ، شديد البصيرة في أمره ، قوي العزيمة ، شديد الشكيمة ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، أرطب الناس لساناً بذكر الله وأتلاهم لكتابه ، مع دمائه خلق ولين جانب وخفض جناح لأصحابه ، مع سخاء نفس وطلاقة وجه . هذا ما وقفت عليه من أخبار ملوك دولة الموحدين مما دوّن لهم ، على ما فيه من الاختصار . ثم انقطعت أخبار ملوك المغرب عن الديار المصرية . فلم يصل إلينا من خبرهم إلا ما نقتلقه من أفواه الناس . ولم يتحقق من أخبارهم ما نورده فتكون العمدة عليه ، لكنا علمنا من ولي الأمر من ملوك هذه الدولة بعد أبي محمد عبد العزيز هذا واحداً بعد واحد إلى أن انقرضت الدولة وقامت دولة زناتة ، من غير أن نتحقق تاريخ ولاية أحد منهم ولا وفاته . فرأينا أن نذكر ذلك مجرداً عارياً من الأخبار والوقائع . ونقلت ذلك عن ثقة أخبرني أنه نقله عن ثقات . وها أنا أورده كما أخبرني .
قال : ولي الأمر بعد أبي محمد عبد العزيز المستنصر بالله أبو يعقوب يوسف بن الناصر لدين الله أبي عبد الله محمد بن المنصور بالله أبي يوسف يعقوب بن أبي يعقوب يوسف بن عبد المؤمن .
ثم ولي الأمر بعده أبو محمد عبد الواحد بن أبي يعقوب يوسف ابن عبد المؤمن .
ثم ولي الأمر بعده العادل أبو محمد عبد الله بن المنصور بالله أبي يوسف يعقوب بن أبي يعقوب يوسف بن عبد المؤمن .
ثم ولي بعده أبو زكريا يحيى بن الناصر لدين الله أبي عبد الله محمد ، وهو أخو المستنصر بالله المقدم ذكره .
ثم ولي بعده أبو العلاء إدريس المأمون بن المنصور أبي يوسف يعقوب .
ثم ولي بعده ابنه الرشيد عبد الواحد بن المأمون إدريس .
ثم ولي بعده أخوه السعيد أبو الحسن علي بن المأمون إدريس ، وهو المعروف بالبرّاك ، وإنما سمي بالبراك لثبوته في الحرب .
ثم ولي بعده المرتضى أبو حفص عمر بن أبي إبراهيم إسحاق .
ثم ولي بعده الواثق بالله أبو العلاء إدريس المعروف بأبي دبوس ابن أبي عبد الله محمد بن عمر بن عبد المؤمن ، وإنما سمي بأبي دبوس لثقل دبوسه .

الصفحة 190