كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 197 """"""
دوابهم . ولم يزالوا كذلك حتى قدم أصبغ بن وكيل الهواري في مراكب كثيرة من الأندلس قد خرجوا غزاة ، وقدم سليمان بن عافية الطرطوشي بمراكب . فأرسل المسلمون إليهم وسألوهم النصرة ، وأرسلوا إليهم دواب . فخرجوا وقصدوا تودط ، وهو مقيم على مناو فانصرف إلى قصريانة وارتفع الحصار عن المسلمين ، وذلك في جمادى الآخرة سنة خمس عشرة ومائتين .
ذكر فتح مدينة بلرم
كان ابتداء حصارها في جمادى الآخرة سنة خمس عشرة ومائتين . ودام إلى شهر رجب سنة عشرين ومائتين ، وفتحت بالأمان ، وذلك في ولاية محمد بن عبد الله بن الأغلب .
وفي سنة خمس وعشرين ومائتين ، استأمنت قلاع كثيرة من قلاع جزيرة صقلية منها جرصة وقلعة البلوط ، وابلاطنوا وقلعة قرلّون ، ومرناو ، وغير ذلك .
ذكر وفاة محمد بن عبد الله بن الأغلب وولاية العباس بن الفضل بن يعقوب
وفي سنة ست وثلاثين ومائتين ، توفي محمد بن عبد الله ابن الأغلب لعشر خلون من شهر رجب . فكانت ولايته تسع عشرة سنة . وكان في مدة ولايته لا يخرج من مدينة بلرم بل كان يخرج السرايا مع ولاته . فلما مات اجتمع الناس على ولاية العباس بن الفضل فولوه . وكتبوا بذلك إلى الأمير محمد بن الأغلب أمير القيروان فولاه الجزيرة . فكان يخرج بنفسه تارة وبسراياه أخرى . وهو يخرب في بلاد العدو وينكى ، وينال منهم ومن بلادهم ، ويصالحونه على الأموال والرقيق .

الصفحة 197