كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 199 """"""
ثم وصل إليهم خفاجة بن سفيان في سنة ثمان وأربعين ومائتين . ودام الغزو إلى أن اغتاله رجل من جنده عند منصرفه من غزاة فقتله . وذلك في يوم الثلاثاء مستهل شهر رجب سنة خمس وخمسين ومائتين . ويقال : إن الذي قتله خلفون بن أبي زياد الهواري . قال : ولما قتل خفاجة ، ولي الناس على أنفسهم ابنه محمد بن خفاجة . ثم أتته الولاية من قبل أمير القيروان . ثم قتله خدامه الخصيان لثلاث خلون من شهر رجب سنة سبع وخمسين ومائتين وهربوا . فأخذوا وقتلوا .
فولي الناس عليهم محمد بن أبي الحسن ، وكتبوا إلى إفريقية . فبعث أمير إفريقية بولايتها إلى رباح بن يعقوب . وولّي الأرض الكبيرة عبد الله بن يعقوب . فمات رباح في المحرم سنة ثمان وخمسين ومائتين . ومات بعده أخوه في صفر من السنة .
فولي الناس عليهم أبا العباس بن عبد الله بن يعقوب فأقام أشهراً ثم مات . فولوا أخاه .
ثم ولي الحسن بن رباح من قبل أمير إفريقية .
ثم عزله واستعمل عبد الله بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن الأغلب في شوال سنة تسع وخمسين ومائتين .
ثم عزله وولي أبا مالك أحمد بن عمر بن عبد الله بن " إبراهيم " ابن الأغلب المعروف بحبشي . فبقي متولياً عليها ستاً وعشرين سنة .
ثم وليها أبو العباس بن إبراهيم بن أحمد في سنة سبع وثمانين ومائتين . فأقام إلى أن انخلع له أبوه إبراهيم بن أحمد من الملك ، فرده إلى إفريقية . وسار إبراهيم إلى صقلية وغزا بنفسه ، كما ذكرناه في أخباره آنفاً . ومات في الغزو .
ثم وليها محمد بن السرقوسي مولى إبراهيم بن أحمد .
ثم ولي علي بن أبي الفوارس في سنة تسعين ومائتين .
فأقام بها إلى سنة خمس وتسعين ومائتين . فعزله زيادة الله . واستعمل أحمد بن أبي الحسن بن رباح .
ثم بلغ أهل صقلية تغلب أبي عبد الله الشيعي على بلاد إفريقية . فوثب أهل صقلية على أحمد ، وانتهبوا ماله وحبسوه . وولوا عليهم علي بن أبي الفوارس لعشر من شهر رجب سنة ست وتسعين ومائتين . وأرسلوا ابن أبي الحسن إلى أبي عبد الله الشيعي . وكتبوا إليه كتاباً يسألونه إبقاء عليّ عليهم ، فأجابهم إلى ذلك . وكتب إليه أن يغزو براً وبحراً . وكان أحمد بن أبي الحسن آخر ولاة بني الأغلب بصقلية .

الصفحة 199