كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 20 """"""
غلاماً . وسار على قفصة . فأطاعه من بها . واستولى عليها وعلى قسطيلية ونفزاوة .
وبلغ مقدمه الكاهنة ، فأحضرت ولدين لها وخالد بن يزيد وقالت لهم : إنني مقتولة ، فامضوا إلى حسان وخذوا لأنفسكم منه أماناً . فساروا إليه . فوكل بولديها من يحفظهما . وقدم خالد بن يزيد على أعنة الخيل .
وسار حسان نحو الكاهنة فالتقوا واقتتلوا ، واشتد القتال وكثر القتل حتى ظن الناس أنه الفناء . ثم نصر الله المسلمين . وانهزم البربر وقتلوا قتلاً ذريعاً . وانهزمت الكاهنة ثم أدركت فقتلت . ثم استأمن البربر إلى حسان فأمنهم . وقرر عليهم أن يكون منهم عسكر مع المسلمين عدتهم اثنا عشر ألفاً يجاهدون العدو . وقدم عليهم ابني الكاهنة ثم فشا الإسلام في البربر . وعاد حسان إلى القيروان وبطل النزاع واستقامت إفريقية له ، فلما مات عبد الملك وولي الوليد - وكان على مصر وإفريقية عبد العزيز بن مروان - فعزل حسان واستقدمه . وبعث إليه بأربعين رجلاً من أشراف أصحابه ، وأمرهم أن يحتفظوا بجميع ما معه . فعلم حسان ما يراد منه ، فعمد إلى الجوهر واللؤلؤ والذهب . فجعله في قرب الماء وطرحها في المعسكر ، وأظهر ما وراء ذلك . فلما قدم على عبد العزيز بن مروان بمصر أهدي إليه مائتي جارية ووصيف من خيار ما كان معه ويقال : إن حسان كان معه من السبي خمسة وثلاثون ألف رأس . فانتخب منها عبد العزيز ما أراد وأخذ منه خيلاً كثيرة . ورحل حسان بما بقي معه حتى قدم على الوليد بن عبد الملك فشكا إليه ما صنع به عبد العزيز . فغضب الوليد وأنكره . فقال حسان لمن معه : ائتوني بالقرب . فأتي بها فأفرغها بين يدي الوليد . فرأى ما أذهله من أصناف الجوهر واللؤلؤ والذهب . فقال حسان : يا أمير المؤمنين إنما

الصفحة 20