كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 200 """"""
وكان لكل واحد من الولاة الذين ذكرناهم غزوات وسرايا وجهاد في العدو .
قال : ولما ولي المهدي بعد بني الأغلب ، كتب إليه ابن أبي الفوارس يستأذنه في القدوم إلى إفريقية ، فأذن له فخرج إليه . فلما وصل حبسه برقادة .
ذكر ولاية حسن بن أحمد بن أبي خنزير
كانت ولايته من قبل المهدي . فوصل إلى صقلية في عاشر ذي الحجة سنة سبع وتسعين ومائتين . فثار به أهل المدينة في سنة ثمان وتسعين وقبضوا عليه . وكان سبب ذلك أن عماله جاروا على الناس . واتفق أنه صنع طعاماً ودعا إليه وجوه الناس . فلما صاروا عنده زعم بعضهم أنه رأى عبيده يتعاطون السيوف المسلولة . فخافوا وفتحوا طاقات المجلس وصاحوا : السلاح ، السلاح . فثار إليهم الناس ، واجتمعوا حول الدار ، وأطلقوا النار في الأبواب . فأخرج إليهم من كان عنده من وجوه الناس ، وأنكر أن يكون أراد بهم سوءاً فلم يقبلوا منه وتألبوا عليه . فوثب من داره إلى دار رجل من جيرانه فسقط فانكسر ساقه . فأخذوه وحبسوه . وكتبوا بذلك إلى المهدي . فعزله واغتفر فعلهم . وضبط المدينة خليل صاحب الخمس .
ثم استعمل المهدي علي بن عمر البلوي . فوصل إلى المدينة لثلاث بقين من ذي الحجة سنة تسع وتسعين ومائتين . فلم يرض أهل صقلية سيرته ، وكان شيخاً هيناً ليناً رفيقاً بالرعية . فألب عليه أحمد بن قرهب ودعا الناس إلى طاعة المقتدر بالله . فأجابه إلى ذلك جماعة وولوه على أنفسهم . ووردت عليه رسل المقتدر بالله العباسي في سنة ثلاثمائة بكتاب بالولاية والخلع والبنود وطوق ذهب وسوار . ثم عصى عليه أهل صقلية وكاتبوا المهدي . واجتمعوا إلى أبي الغفار فزحف بهم إلى ابن قرهب ، وقالوا له : اخرج عنا واذهب حيث شئت . فأبى ذلك وقاتلهم ثم تحصن منهم ثم قتل بعد ذلك في آخر سنة ثلاثمائة . فكانت ولايته أحد عشر شهراً .
ذكر ولاية أبي سعيد موسى بن أحمد
قال : ولما قتل ابن قرهب ، أرسل المهدي موسى بن أحمد والياً . وأرسل معه جماعة ليساعدوه على أهل صقلية إن أرادوا به سوءاً . فلما قدم ، ورد عليه رؤساء جرجنت ، فأكرمهم وكساهم . ثم أخذ بعد ذلك أبا الغفار فقيده وحبسه . فهرب أخوه أحمد إلى جرجنت ، فألب على موسى بن أحمد . فوافقه الناس عليه . وكانت بينه وبينهم حرب شديدة . ثم طلبوا الأمان فأمنهم . وكتب بذلك إلى المهدي ، فولي مكانه سالم بن أبي راشد الكناني في سنة خمس وثلاثمائة .

الصفحة 200