كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 201 """"""
ذكر ما فتح من بلاد قلورية
قال المؤرخ : وفي سنة ست عشرة وثلاثمائة وصل صابر الصقلبي من إفريقية في ثلاثين حربياً . فخرج معه سالم إلى أرض قلّورية ففتحا مدينة طارنت عنوة . ووصلا إلى مدينة أذرنت ، وحاصراها وخربا منازلها . وأصاب الناس وخم فرجعوا إلى المدينة . ثم عاودوا الغزو إلى أن أذعن أهل قلورية لإعطاء الجزية وأدوها مدة بقاء المهدي .
وفي سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة ، أخرج القائم بن المهدي يعقوب بن إسحاق في أسطول إلى ناحية إفرنجة ، ففتح مدينة جنوة ومروا بسردانية فأوقعوا بأهلها وأحرقوا مراكب كثيرة .
وفي هذه السنة ، كان الطوفان بصقلية فهدم الدور .
وفي سنة خمس وعشرين وثلاثمائة ، خالف أهل جرجنت على سالم . وأخرجوا عامله ابن أبي حمران فأخرج إليهم سالم عسكراً فهزموه . ورجعوا إلى سالم فقاتلهم سالم وهزمهم . ثم خرج على سالم أهل المدينة وحاربوه مع إسحاق البستاني ومحمد بن حمّو وكانت بينهم حرب . فهزمهم وحصرهم بالمدينة .
واتصل الخبر بالقائم ، فأنفذ خليل بن إسحاق في عسكر وجماعة من القواد لقتال أهل صقلية . فورد كتاب أهل البلد على القائم بطاعتهم وأنهم كرهوا أفعال سالم . فاستعمل عليهم خليل ابن إسحاق . فوصل إلى المدينة في آخر سنة خمس وعشرين وثلاثمائة . فأطاعه أهل صقلية فأكرمهم . وعزل عنهم عمال سالم . فأقام خليل بها أربع سنين ثم رجع إلى إفريقية .
فوليها محمد بن الأشعث وعطّاف في سنة ثلاثين وثلاثمائة . فمات محمد بن الأشعث في سنة أربع وثلاثين .
واستقل عطّاف بالأمر إلى سنة ست وثلاثين . فكتب إلى المنصور يخبره بتحامل أهل البلد وأن أمرهم يؤول إلى فساد .

الصفحة 201