كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 202 """"""
فاستعمل المنصور بن القائم بن المهدي على صقلية الحسن ابن علي بن أبي الحسين الكلبي ، وكان مكيناً عند المنصور لمحبته ونصحه وتقدم خدمة سلفه لآبائه . فوصل إلى صقلية وأقام بها سنتين وأشهراً . ورجع إلى إفريقية في ولاية المعز لدين الله ابن المنصور . فسأله تشريف ولده أبي الحسين بالولاية ، فولاه في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة .
ذكر فتح قلعة طبرمين
قال المؤرخ : وفي أيام أبي الحسين فتح المسلمون طبرمين ، وكانت يومئذ أشد قلاع الروم شوكة . وكان فتحها لخمس بقين من ذي القعدة سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة ، بعد أن حوصرت سبعة أشهر ونصفاً ، ونزلوا على حكم الملك دون القتل . فأمر المعز بتسميتها المعزّية . ووجه الأمير أحمد إلى المعز بسبيها وهو ألف وخمسمائة وسبعون رأساً .
ذكر فتح رمطة وما كان بسبب ذلك من حروب
قال : لما فتح المسلمون طبرمين ، وسكنوها وعمرت بهم وتحصنت ، خرج أهل رمطة عن الطاعة ، واستنصروا بالدّمستق ملك القسطنطينية . فورد كتاب المعز إلى أحمد يأمره بإخراج الحسن بن عمار إلى حصار رمطة وقتال من به وإزالتهم منها . فنزل ابن عمار عليها في يوم الخميس آخر شهر رجب سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة ، ونصب عليها المجانيق والعرادات . ودام القتال في كل يوم . وبنى له قصراً وسكنه . وأخذ الناس في بنيان البيوت .
فلما بلغ ذلك الدمستق ، أمر بالحشود ، وجهز العساكر صحبة منويل ، وأمرهم بالتعدية إلى صقلية . فابتدئوا بالتعدية يوم الأربعاء لثلاث خلون من شوال سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة . وأقاموا يعدون تسعة أيام في عدد عظيم . وحفروا خندقاً حول

الصفحة 202