كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 205 """"""
ذكر ولاية أبي القاسم نيابة عن أخيه أحمد واستقلاله
قال : وفي نصف شعبان سنة تسع وخمسين وثلاثمائة ، وصل الأمير أبو القاسم إلى صقلية نيابة عن أخيه الأمير أحمد . ثم توفي الأمير أحمد في بقية السنة ، فوصل سجل المعز إلى أبي القاسم بالاستقلال . وكانت له غزوات كثيرة مع العدو . فالأولى في سنة خمس وستين وثلاثمائة . وفيها أمر بعمارة قلعة رمطة ، فعمرت وولي بعض عبيده عليها . وداوم الغزو إلى أن استشهد في غزاته الخامسة ، في المحرم سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة .
وولي بعده الأمير جابر بن أبي القاسم . وأتاه سجل العزيز بالله بن المعز لدينه من مصر . فولي سنة .
ثم عزله العزيز واستعمل جعفر بن محمد بن الحسين فوصل إلى صقلية في سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة . فبقي بها إلى أن توفي في سنة خمس وسبعين . وولي بعده أخوه عبد الله بن محمد إلى أن توفي في شهر رمضان سنة تسع وسبعين وثلاثمائة .
وولي بعده ابنه يوسف .
ذكر ولاية أبي الفتح يوسف الملقب بثقة الدولة
كانت ولايته عند وفاة والده بعهد منه ، ثم أتاه سجل العزيز بالله من مصر بالولاية فضبط الجزيرة وأحسن إلى الرعايا . واستمر إلى أن أصابه الفالج ، في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة ، فبطل شقه الأيسر وضعف الأيمن .
فاستناب ولده جعفر ، وكان بيده سجل من الحاكم بولايته بعد أبيه . ثم بعث إليه الحاكم بعد ذلك تشريفاً ، وعقد له لواء ، ولقبه بتاج الدولة سيف الملة . فضبط الأحوال إلى سلخ شهر رجب سنة خمس وأربعمائة . فأظهر عليه أخوه الأمير علي بن أبي الفتح الخلاف ، وخرج إلى موضع بقرب المدينة . فاجتمع إليه البربر والعبيد الذين عاقدهم على القيام معه . فأخرج إليه جعفر عسكراً فالتقوا يوم الأربعاء لسبع خلون من شعبان . فجرى بينهم قتال شديد قتل فيه كثير من البربر والعبيد الذين مع علي . وهرب من بقي منهم . وأسر على وجيء به إلى أخيه الأمير جعفر فقتله . فكان بين خروجه وقتله ثمانية أيام . فعزّ ذلك على أبيه . ثم أمر جعفر بنفي من بالجزيرة من

الصفحة 205