كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 212 """"""
ذكر ما استولىعليه الفرنج - خذلهم الله تعالى - من البلاد الإسلامية بجزيرة الأندلس بعد أخذ طليلطة
هذه المدن التي نذكرها مما استولى الفرنج خذلهم الله تعالى عليه من أعمال جزيرة الأندلس . كان الاستيلاء عليها في التواريخ التي نذكرها ، وهي في المدة التي انقطعت فيها الأخبار وتعطلت التواريخ . فلم تصل إلينا مفصلة ، ولا علمنا كيف أخذت ولا ممن انتزعت من ملوك المسلمين ، فنذكر ذلك على وجهه . وإنما اطلعنا من حالها على تواريخ الاستيلاء عليها خاصة . فرأينا ذكر ذلك أولى من إهماله .
والمدن التي أخذت هي مدينة قرطبة استولى الفرنج عليها في يوم السبت الثالث والعشرين من شوال سنة ثلاث وثلاثين وستمائة .
ومدينة بلنسية ، نازلها الروم وملكوها صلحاً في يوم الثلاثاء السابع عشر من صفر سنة ست وثلاثين وستمائة .
وجيّان : استولوا عليها في سنة ثلاث وأربعين وستمائة .
وطرطرشة : أخذت في سنة ثلاث وأربعين وستمائة .
ولاردة : أخذت في سنة خمس وأربعين وستمائة .
ومدينة إشبيلية : أخذت في مستهل شهر رمضان سنة ست وأربعين وستمائة .
ولم يتأخر للمسلمين بجزيرة الأندلس إلى وقتنا هذا غير الجزيرة الخضراء وما يليها . وهي جزء يسير جداً بالنسبة إلى ما أخذ أعاد الله ما أخذ ، وحمى ما بقي . وقد بلغنا أن الجزية الخضراء حاصرها الفرنج خذلهم الله تعالى في سنة خمس عشرة وسبعمائة ونحوها . ولم يصل إلينا ما تجدد من ذلك . فإن وصل إلينا من خبرها شيء أوردناه في حوادث السنين في أخبار ملوك الديار المصرية ، إن شاء الله تعالى .
فهذا ما أمكن إيراده من أخبار بلاد المغرب . فلنذكر خلاف ذلك .

الصفحة 212