كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 213 """"""
الباب السابع من القسم الخامس من الفن الخامس في أخبار من نهض في طلب الخلافة من الطالبيين في الدولة الأموية والدولة العباسية فقتل دونها
وذلك بعد مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان أول من رام ذلك منهم في الدولة الأموية : زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان ظهوره في سنة إحدى وعشرين ومائة ، وقتل في سنة اثنتين وعشرين في أيام هشام بن عبد الملك بن مروان . وقد اختلف في سبب قيامه وطلبه الخلافة ما هو فقيل : إن زيداً هذا وداود بن علي بن عبد الله بن عباس ومحمد بن عمر بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم قدموا على خالد بن عبد الله القسري ، وهو أمير العراق . فأجازهم وأكرمهم ورجعوا إلى المدينة . فلما ولي يوسف بن عمر الثقفي العراق كتب " إلى " هشام بذلك . وذكر له أن خالداً ابتاع من زيد أرضاً بالمدينة بعشرة آلاف دينار ثم رد الأرض عليه . فكتب هشام إلى عامل المدينة أن يسيّرهم إليه ففعل . فسألهم هشام عن ذلك ، فأقروا بالجائزة ، وأنكروا ما سوى ذلك ، وحلفوا فصدقهم . وأمرهم بالمسير إلى العراق ، ليقابلوا خالد بن عبد الله . فساروا على كره وقابلوا خالداً فصدقهم فعادوا نحو المدينة . فلما نزلوا القادسية راسل أهل الكوفة زيداً فعاد إليهم . وقيل : بل ادعى خالد القسري أنه أودع زيداً وداود بن علي ونفراً من قريش مالاً . فكتب يوسف الثقفي بذلك إلى هشام ، فأحضرهم هشام من المدينة ، وسيرهم إلى يوسف ليجمع بينهم وبين خالد . فقدموا عليه ، فقال يوسف لزيد : إن خالداً زعم أنه أودعك مالاً . قال : كيف يودعني وهو يشتم آبائي على منبره ؟ فأرسل إلى خالد فأحضره في عباءة . فقال : هذا زيد قد أنكر أنك قد أودعته شيئاً . فنظر خالد إليه وإلى داود ، وقال ليوسف : أتريد أن تجمع مع إثمك في إثماً في هذا ؟ كيف أودعه وأنا أشتمه وأشتم آباءه على المنبر ؟ فقال لخالد : ما دعاك إلى ما صنعت ؟ فقال : شدّد علي العذاب فادّعيت ذلك ، وأملت أن يأتي الله بفرج قبل قدومك . فرجعوا وأقام زيد وداود بالكوفة .

الصفحة 213