كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 218 """"""
وتزوج بالكوفة ابنة يعقوب بن عبد الله السلمي . وتزوج أيضاً ابنة عبد الله بن أبي العنبس الآزدي . وكان سبب تزوجه إياها أن أمها أم عمرو بنت الصلت كانت تتشيع ، فأتت زيداً تسلم عليه ، وكانت جميلة حسنة قد دخلت في السن ولم يظهر عليها . فخطبها زيد إلى نفسها . فاعتذرت بالسن وقالت له : لي بنت هي أجمل مني وأبيض وأحسن دلاً وشكلاً فضحك زيد ثم تزوجها وكان ينتقل بالكوفة تارة عندها ، وتارة عند زوجته الأخرى ، وتارة في بني عبس ، وتارة في بني نهد ، وتارة في بني تغلب وغيرهم إلى أن ظهر .
ذكر ظهور زيد بن علي بن الحسن ومقتله
كان ظهور زيد ومقتله في سنة اثنتين وعشرين ومائة . وذلك أنه لما أمر أصحابه بالاستعداد للخروج ، أخذ من كان يريد لوفاء بالبيعة يتجهز . فانطلق سليمان بن سراقة البارقي إلى يوسف بن عمر فأخبره . فبعث يوسف في طلب زيد فلم يوجد . وخاف زيد أن يؤخذ فتعجل الخروج قبل الأجل الذي جعله بينه وبين أهل الكوفة ، وعلى الكوفة يومئذ الحكم بن الصّلت ، ، وعلى شرطته عمرو بن عبد الرحمن من القارة ، ومعه عبيد الله بن العباس الكندي في ناس من أهل الشام ، ويوسف بن عمر بالحيرة .
فلما رأى أصحاب زيد بن علي أن يوسف بن عمر قد بلغه حاله وأنه يبحث عن أمره ، اجتمع إليه جماعة من رؤوسهم فقالوا . رحمك الله ، ما قولك في أبي بكر وعمر ؟ قال زيد : رحمهما الله وغفر لهما . ما سمعت أحداً من أهل بيتي يقول فيهما إلا خيراً وإن أشد ما أقول فيما ذكرتم : أنا كنا أحق بسلطان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من الناس أجمعين ، فدفعونا عنه . ولم يبلغ ذلك عندنا بهم كفراً . وقد ولوا فعدلوا في الناس ، وعملوا بالكتاب والسنة قالوا : فلم يظلمك هؤلاء إذا كان أولئك لم يظلموك فلم تدعو إلى قتالهم ؟ فقال : إن هؤلاء ليسوا كأولئك . هؤلاء ظالمون لي ولأنفسهم ولكم . وإنما ندعوهم إلى كتاب الله وسنة نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) ، وإلى السنن أن تحيا ، وإلى البدع أن تطفأ ، فإن أجبتمونا سعدتم ، وإن أبيتم فلست عليكم بوكيل ففارقوه ونكثوا بيعته وقالوا : سبق الإمام ، يعنون محمداً الباقر وكان قد مات . وقالوا : سبق الإمام ، يعنون محمداً الباقر وكان قد مات . وقالوا : جعفر ابنه إمامنا اليوم بعد أبيه فسماهم زيد الرافضة . وهم يزعمون أن المغيرة سماهم الرافضة حيث فارقوه . وكانت طائفة أتت جعفر بن محمد الصادق قبل خروج زيد فأخبروه ببيعة زيد . فقال : بايعوه فهو والله أفضلنا وسيدنا فعادوا وكتموا ذلك .

الصفحة 218