كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 221 """"""
ونزل زيد في دار من دور أرحب . وأحضر أصحابه طبيباً ، فانتزع النصل فضج زيد . فلما نزع مات زيد رحمه الله . فقال أصحابه : أين ندفنه ؟ فقال بعضهم : نطرحه في الماء . وقال بعضهم : بل نقطع رأسه ونلقيه في القتلى . فقال ابنه يحيى : والله ، لا يأكل لحم أبي الكلاب . وقال بعضهم : ندفنه في الحفرة التي يؤخذ منها الطين ونجعل عليه الماء . ففعلوا . فلما دفنوه أجروا الماء عليه . وقيل : دفن بنهر يعقوب : سكر أصحابه الماء ، ودفنوه وأرجوا الماء . وكان معهم مولى لزيد سندي ، وقيل : رآهم قصار ، فدل عليه . وتفرق الناس عنه .
وسار ابنه يحيى نحو كربلاء . فنزل نينوى على سابق مولى بشر بن عبد الملك بن بشر . ثم إن يوسف بن عمر تتبع الجرحى في الدور . فدله السندي مولى زيد يوم الجمعة على زيد . فاستخرج من قبره فقطع رأسه وسيّر إلى يوسف بن عمر ، وهو بالحيرة ، سيره إليه الحكم بن الصلت . فأمر يوسف أن يصلب ، فصلب زيد بالكناسة ، هو ونصر بن خزيمة ومعاوية بن إسحاق وزياد النهدي ، وأمر بحراستهم . وبعث الرأس إلى هشام بن عبد الملك ، فصلب على باب مدينة دمشق . ثم أرسل إلى المدينة . وبقي البدن مصلوباً إلى أن مات هشام وولي الوليد ، فأمر بإنزاله وإحراقه .
وقيل : كان خراش بن حوشب بن يزيد الشيباني على شرطة يوسف بن عمر ، وهو الذي نبش زيداً وصلبه . فقال السيد الحميري :
بتّ ليلى مسهّداً . . . ساهر العين مقصداً
ولقد قلت قولة . . . وأطلت التّبلّدا :
لعن الله حوشبا . . . وخراشا ومزيدا
ويزيدا فإنه . . . كان أعتى وأعتدا

الصفحة 221