كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 222 """"""
ألف ألف وألف أل . . . ف من اللعن سرمدا
إنهم حاربوا الإل . . . ه وآذوا محمداً
شركوا في دم الحسي . . . ن وزيد تعبّدا
ثم عالوه فوق جذ . . . ع صريعاً مجردّاً
يا خراش بن حوشب . . . أنت أشقى الورى غدا
وأما يحيى بن زيد بن علي فإنه قيل فيه غير ما قدمناه . وهو أنه لما قتل زيد قال له رجل من بني أسد من أهل خراسان : إن بخراسان لكم شيعة ، والرأي أن تخرج إليها . قال : وكيف لي بذلك ؟ قال : تتوارى حتى يسكن الطلب ثم تخرج . فواراه عنده . ثم خاف فأتى به عبد الملك بن بشر بن مروان فقال له : قرابة زيد بك قريبة وحقّه عليك واجب . فقال : أجل ، ولقد كان العفو عنه أقرب للتقوى . فقال : قد قتل وهذا ابنه غلام حدث لا ذنب له ، وإن علم يوسف به قتله أفتجيره ؟ قال : نعم . فأتاه به ، فأقام عنده . فلما سكن الطلب سار في نفر من الزيدية إلى خراسان .
ذكر مسير يحيى بن زيد بن علي إلى خراسان ومقتله
قال : ولما سكنت الفتنة ، سار يحيى إلى خراسان . فأتي بلخ فأقام بها عند الحريش بن عمرو بن داود ، حتى هلك هشام ابن عبد الملك وولي الوليد بن يزيد . فكتب يوسف بن عمر الثقفي إلى نصر بن سيار بمسير يحيى بن زيد وبمنزله عند الحريش ، وقال له : خذه أشد الأخذ . فأخذ نصر الحريش فطالبه بيحيى . فقال : لا علم لي به . فأمر به فجلد ستمائة سوط . فقال الحريش : والله ، لو أنه تحت قدمي ما رفعتهما عنه . فلما رأى ذلك قريش ابن الحريش قال : لا تقتل أبي وأنا أدلك على يحيى . فدله عليه فأخذه وحبسه . وكتب نصر إلى الوليد يخبره به . فكتب إليه الوليد بأمره أن يؤمنه ويخلي سبيله وسبيل أصحابه . فأطلقه نصر ، وأمره أن يلحق بالوليد ، وأمر له بألفي درهم .

الصفحة 222