كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 223 """"""
فسار إلى سرخس وأقام بها . فكتب نصر إلى عبد الله بن قيس ابن عباد يأمره أن يسيره عنها .
فسار حتى انتهى إلى بيهق . وخاف أن يغتاله يوسف بن عمر فعاد إلى نيسابور ، وبها عمرو بن زرارة ، وكان مع يحيى سبعون رجلاً . فرأى يحيى تجاراً فأخذ هو وأصحابه دوابهم ، وقالوا : علينا أثمانها . فكتب عمرو بن زرارة إلى نصر يخبره . فكتب إليه نصر يأمره بمحاربته . فقاتله عمرو وهو في عشرة آلاف ويحيى في سبعين رجلاً . فهزمهم يحيى وقتل عمراً ، وأصاب دواب كثيرة .
وسار حتى مر بهراة فلم يعرض لمن بها ، وسار عنها . وسرّح نصر ابن سيار سلم بن أحوز في طلب يحيى . فلحقه بالجوزجان فقاتله قتالاً شديداً . فرمى يحيى بسهم فأصاب جبهته : رماه رجل من عذوه يقال له عيسى . وقتل أصحاب يحيى من عند آخرهم . وأخذوا رأس يحيى وسلبوه قميصه .
فلما بلغ الوليد بن يزيد قتل يحيى ، كتب إلى يوسف بن عمر : خذ عجل أهل العراق فأنزله من جذعه - يعني زيداً - وأحرقه بالنار ثم انسفه في اليم نسفاً . فأمر به يوسف فأحرق ثم رضّه وحمله في سفينة . ثم ذراه في الفرات . وأما يحيى فإنه لما قتل صلب بالجوزجان . فلم يزل مصلوباً حتى ظهر أبو مسلم الخراساني واستولى على خراسان ، فأنزله وصلى عليه ودفنه . وأمر بالنياحة عليه في خراسان . وأخذ أبو مسلم ديوان بني أمية ، وعرف منه أسماء من حضر قتل يحيى . فمن كان حياً قتله ، ومن كان ميتاً خلفه في أهله بسوء .
وكانت أم يحيى بن زيد ريطة بنت عبد الله بن محمد بن الحنفية . وكان مقتل يحيى في سنة خمس وعشرين ومائة .

الصفحة 223