كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 224 """"""
هذا ما كان من خبر زيد وابنه يحيى ، ثم ظهر عبد الله بن معاوية فكان من خبره ما نذكره إن شاء الله تعالى .
ذكر ظهور عبد الله بن معاوية بن عبد الله ابن جعفر بن أبي طالب
كان ظهوره بالكوفة في سنة سبع وعشرين ومائة ، في أيام مروان بن محمد الحمار بن مروان ، ودعا إلى نفسه . وكان سبب ذلك أنه قدم على عبد الله بن عمر بن عبد العزيز والي الكوفة فأكرمه وأجازه ، وأجرى عليه وعلى إخوته كل يوم ثلاثمائة درهم . فكانوا كذلك حتى هلك يزيد بن الوليد وبعده عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك . فلما بلغ خبر بيعتهما إلى الآفاق ، فجاءته البيعة . ثم بلغه امتناع مروان بن محمد من البيعة ومسيره من الشام إليهما ، فحبس عبد الله بن معاوية عنده ، وزاده فيما كان يجريه عليه ، وأعده لمروان بن محمد إن هو ظفر بإبراهيم بن الوليد ، ليبايع له ويقاتل به مروان . فماج الناس وورد مروان الشام وظفر بإبراهيم . فانهزم إسماعيل بن عبد الله القسري إلى الكوفة مسرعاً ، وافتعل كتاباً على لسان إبراهيم بإمرة الكوفة ، وجمع اليمانية وأعلمهم ذلك فأجابوه . وامتنع عبد الله بن عمر بن عبد العزيز عنه وقاتله . فلما رأى إسماعيل الأمر كذلك ، خاف أن يظهر أمره ويفتضح ويقتل ، فقال لأصحابه : إني أكره سفك الدماء فكفوا أيديكم . فكفوا وظهر أمر إبراهيم وهربه . ووقعت العصبية بين الناس . وكان سببها أن عبد الله بن عمر كان قد أعطى مضر وربيعة عطايا كثيرة . ولم يعط جعفر بن نافع بن القعقاع بن شور الذهلي وعثمان بن الخيبري من تيم اللات ابن ثعلبة شيئاً ، وهما من ربيعة ، فكانا مغضبين . وغضب لهما ثمامة بن حوشب بن رويم الشيباني . وخرجوا من عند عبد الله بن عمر وهو بالحيرة إلى الكوفة ، فنادوا : يا آل ربيعة فاجتمعت ربيعة وتنمروا . وبلغ الخبر

الصفحة 224