كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 225 """"""
عبد الله بن عمر فأرسل إليهم أخاه عاصماً . فأتاهم وهم بدير هند . فألقى نفسه بينهم وقال : هذه يدي لكم فاحكموا . فاستحيوا ورجعوا وعظّموا عاصماً وشكروه . فلما كان المساء ، أرسل عبد الله بن عمر إلى عمر بن الغضبان بن القبعثري بمائة ألف ، فقسمها في قومه بني همام بن مرّة بن ذهل الشّيباني ، وإلى ثمامة بن حوشب بمائة ألف ، فقسمها في قومه . وأرسل إلى جعفر بن نافع بمال ، وإلى عثمان بن الخيبري بمال .
فلما رأى الشيعة ضعف عبد الله بن عمر ، طمعوا فيه ودعوا إلى عبد الله بن معاوية . واجتمعوا في المسجد ، ودعوا إلى عبد الله ابن معاوية ، وأخرجوه من داره ، ثم أدخلوه القصر . ومنعوا عاصم ابن عمر عن القصر فلحق بأخيه بالحيرة . وجاء ابن معاوية الكوفيون وبايعوه ، فيهم عمر بن الغضبان ومنصور بن جمهور وإسماعيل بن عبد الله القسري أخو خالد . وأقام أياماً يبايعه الناس وأتته البيعة من المدائن وفم النيل .
واجتمع إليه الناس ، فخرج إلى عبد الله بن عمر بالحيرة .
فقيل لابن عمر : قد أقبل ابن معاوية في الخلق . فأطرق رأسه علياً . وأتاه رئيس خبازيه فأعلمه بإدراك الطعام . فأمر بإحضاره ، فأكل هو من معه وهو غير مكترث ، والناس يتوقعون أن يهجم عليهم ابن معاوية . وفرغ من طعامه وأخرج المال وفرقه في قواده . ثم دعا مولى له كان يتبرك به ويتفاءل باسمه ، كان اسمه إما ميموناً وإما رباحاً أو فتحاً أو اسماً يتبّرك به . فأعطاه اللواء وقال : امض به إلى موضع كذا فاركزه ، وادع أصحابك ، وأقم حتى آتيك . ففعل .
وخرج عبد الله فإذا الأرض بيضاء من أصحاب ابن معاوية . فأمر عبد الله بن عمر منادياً ينادي : من جاء برأس فله خمسمائة . فأتي برؤوس كثيرة وهو يعطي ما ضمن .
وبرز رجل من أهل الشام ، فبرز إليه القاسم بن عبد الغفار العجلي . فسأله الشامي فعرفه . وقال : قد ظننت أنه لا يخرج إليّ إلا رجل من بكر بن وائل . والله ، ما أريد قتالك ولكني أحببت أن ألقي إليك حديثاً أخبرك أنه ليس معكم رجل من أهل

الصفحة 225