كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 226 """"""
اليمن لا إسماعيل ولا منصور ولا غيرهما إلا وقد كاتب ابن عمر ، وكاتبته مضر . وما أرى لكم يا ربيعة كتاباً ولا رسولاً وأنا رجل من قيس ، فإن أردتم الكتاب أبلغته . ونحن غدا بإزائكم ، فإنهم اليوم لا يقاتلوننكم . فبلغ الخبر ابن معاوية فأخبر عمر بن الغضبان . فأشار عليه أن يستوثق من إسماعيل ومنصور وغيرهما ، فلم يفعل .
وأصبح الناس " من " الغد غادين على القتال . فحمل عمر بن الغضبان على ميمنة ابن عمر ، انكشفوا . ومضى إسماعيل ومنصور من فورهما إلى الحيرة . فانهزم أصحاب ابن معاوية إلى الكوفة وابن معاوية معهم . فدخلوا القصر . وبقي من بالميسرة من ربيعة ومضر ، ومن بإزائهم من أصحاب ابن عمر . فقالوا لعمر بن الغضبان : ما كنا نأمن عليكم ما صنع الناس بكم ، فانصرفوا . وقال ابن الغضبان : لا أبرح حتى أقتل . فأخذ أصحابه بعنان دابته فأدخلوه الكوفة .
فلما أمسوا قال لهم ابن معاوية : يا معشر ربيعة ، قد رأيتم ما صنع الناس بنا ، وقد أعقلنا دماءنا في أعناقكم . فإن قاتلتم قاتلنا معكم وإن كنتم ترون الناس يخذلوننا وإياكم ، فخذوا لنا ولهم أماناً . فقال له عمر بن الغضبان : إما أن نقاتل معك وإما أن نأخذ لكم أماناً كما نأخذ لأنفسنا فطيبوا نفساً . فأقاموا في القصر والزيدية على أفواه السكك يقاتلون أصحاب ابن عمر أياماً . ثم إن ربيعة أخذت أماناً لابن معاوية ولأنفسهم وللزيدية " ليذهبوا " حيث شاءوا .
وسار ابن معاوية من الكوفة فنزل المدائن ، فأتاه قوم من أهل الكوفة . فخرج بهم فغلب على حلوان والجبال وهمذان وأصفهان والري . وخرج إليه عبيد أهل الكوفة .
ذكر غلبته على فارس وأخذها منه وقتله
كانت غلبة عبد الله بن معاوية على فارس في سنة تسع وعشرين ومائة . وذلك أنه لما غلب على ما ذكرناه أقام باصبهان . وكان محارب بن موسى مولى بني يشكر عظيم القدر بفارس . . فجاء إلى دار الإمارة باصطخر ، فطرد عامل ابن عمر عنها .

الصفحة 226