كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 227 """"""
وبايع الناس لعبد الله بن معاوية . وخرج محارب إلى كرمان فأغار عليها . وانضم إلى محارب قواد من أهل الشام . فسار إلى سليم بن المسيب ، وهو عامل ابن عمر بشيراز ، فقتله في سنة ثمان وعشرين ومائة ، ثم خرج محارب إلى أصبهان إلى عبد الله بن معاوية ، فحوله إلى اصطخر .
فاستعمل عبد الله أخاه الحسن على الجبال . وأقبل معه إلى اصطخر ، فأقام بها . وأتاه الناس : بنو هاشم وغيرهم ، وجبى المال ، وبعث العمال . وكان معه منصور بن جمهور وسليمان بن هشام بن عبد الملك ، وأتاه شيبان بن عبد العزيز الحروري الخارجي ، وكان قد خرج في جموع كثيرة ، كما ذكرنا في أخباره فلم يتفق بينهما أمر . وأتاه أبو جعفر المنصور وعبد الله وعيسى بن علي .
فلما قدم ابن هبيرة على العراق أرسل نباتة بن حنظلة الكلابي إلى عبد الله بن معاوية . وبلغ سليمان بن حبيب أن ابن هبيرة استعمل نباتة على الأهواز ، فسرح داود بن حاتم بكربج دينار ليمنع نباتة من الأهواز . فقاتلة فقتل داود . وهرب سليمان من الأهواز إلى نيسابور وفيها الأكراد وقد غلبوا عليها . فقاتلهم سليمان فطردهم عن نيسابور وكتب إلى ابن معاوية بالبيعة .
ثم إن محارب بن موسى اليشكري نافر ابن معاوية وفارقه . وجمع جمعاً وأتى نيسابور . فقاتله يزيد بن معاوية ، فانهزم محارب . وأتى كرمان ، فأقام بها حتى قدم محمد بن الأشعث فصار معه . ثم نافره فقتله ابن الأشعث وأربعةً وعشرين ابناً له .
ولم يزل عبد الله بن معاوية باصطخر حتى أتاه داود بن ضبارة مع داود بن يزيد بن عمر بن هبيرة . وسير ابن هبيرة أيضاً معن ابن زائدة من وجه آخر ، فقاتلهم معن عند مرو الشاذان ، ومعن يقول :
ليس أمير القوم بالخب الخدع . . . فر من الموت وفي الموت وقع
وانهزم ابن معاوية فكف معن عنهم . وقتل في المعركة رجل من آل أبي لهب ، وكان يقتل رجل من بني هاشم بمرو الشاذان . وأسروا أسرى كثيرة ، وقتل ابن ضبارة منهم عدة كثيرة : وهرب منصور بن جمهور إلى السند ، وعبد الرحمن بن يزيد إلى عمان ، وعمرو بن سهيل بن عبد العزيز بن مروان إلى مصر وبعث ببقية الأسرى إلى ابن هبيرة فأطلقهم .

الصفحة 227