كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 30 """"""
عبد العزيز إلى صلاة الصبح ، قرأ فاتحة الكتاب ثم قرأ الحاقة . فقال له حبيب : حقت عليك يا ابن الفاعلة . وعلاه بالسيف فقتله فحمل رأس عبد الله ورأس عبد العزيز ابني موسى حتى وضعا بين يدي أبيهما ، وعذّب حتى مات .
وأضيفت ولاية الأندلس إلى إفريقية . فاستعمل عليها محمد الحر بن عبد الرحمن القيسي . ولم يزل محمد بإفريقية إلى أن مات سليمان وولى عمر بن عبد العزيز ، فعزله واستعمل إسماعيل بن عبد الله .
ذكر ولاية اسماعيل بن عبد الله ابن أبي المهاجر مولى بني مخزوم
قال : ولما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة استعمل إسماعيل على إفريقية ، وكان خيروال . فدعا إسماعيل من بقي من البربر إلى دين الإسلام . فأسلموا وغلب الإسلام على المغرب جميعه . ودامت ولايته إلى سنة إحدى ومائة ، إلى أن توفى عمر بن عبد العزيز وولي يزيد بن عبد الملك ، فاستعمل على إفريقية يزيد بن أبي مسلم مولى الحجاج فقدمها في سنة اثنتين ومائة وقتل . وقد ذكرنا سبب مقتله في أخبار يزيد بن عبد الملك . ثم ولي بعده بشر بن صفوان الكلبي ، فقدمها في سنة ثلاث ومائة . فلما قدم استعمل على الأندلس عنبسة الكلبي وعزل الحر بن عبد الرحمن القيسي . ثم غزا بشر جزيرة صقلية بنفسه فأصاب سبباً كثيراً . ثم رجع من غزوته فتوفى بالقيروان في سنة تسع ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك .
عبيدة بن عبد الرحمن السلمي
فلما اتصلت وفاته بهشام استعمل على إفريقية : عبيدة بن عبد الرحمن السّلمي وهو ابن أخي أبي الأعور السّلمي ، صاحب خيل معاوية . فأخذ عمال بشر بن صفوان فحبسهم وأغرمهم وتحامل عليهم وعذب بعضهم . وكان فيهم أبو الخطّار بن ضرار الكلبي ، وكان قائداً جليلاً ، فقال :
أفأتم بني مروان قيسا دماءناوفي الله إن لم يعدلوا حكم عدل
كأنكم لم تشهدوا لي وقعة . . . ولم تعلموا من كان قبل له الفضل

الصفحة 30