كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 31 """"""
وقيناكم حرّ القنا بصدورنا . . . وليس لكم خيل سوانا ولا رجل
فلما بلغتم نيل ما قد أردتم . . . وطاب لكم فينا المشارب والأكل
تغافلتم عنا كأن لم تكن لكم . . . صديقا وأنتم ما علمتم لنا وصل
وبعث بها إلى هشام . فلما قرئت عليه غضب وأمر بعزل عبيدة . فقفل عنها ، واستخلف على إفريقية عقبة بن قدامة التّجيبي ، وترك بها عبد الله بن المغيرة بن بردة القرشي قاضياً ، وذلك في شوال سنة أربع عشرة ومائة .
عبيد الله بن الحبحاب مولى بني سلول
ثم استعمل هشام عبيد الله بن الحبحاب مولى بني سلول ، وكان رئيساً كاتباً بليغاً ، حافظاً لأيام العرب وأشعارها ووقائعها . وهو الذي بنى الجامع ودار الصناعة بمدينة تونس . وكانت ولايته في شهر بيع الأول سنة ست عشرة ومائة .
فاستعمل على طنجة وما والاها عمر بن عبد الله المرادي . فأساء السيرة وتعدى في الصدقات والقسم . وأراد أن يخمس البربر وزعم أنهم فيء للمسلمين ، وذلك ما لم يرتكبه عامل قبله . وإنما كانت الولاة يخمسون من لم يجب منهم إلى الإسلام . فانتقضت البربر بطنجة على عبيد الله وتداعت عليه بأسرها ، وذلك في سنة اثنتين وعشرين ومائة . وهي أول فتنة كانت بإفريقية في الإسلام .
وخرج ميسرة المدغري وقتل عمر المرادي . وظهر بالمغرب في ذلك الوقت قوم جرت منهم دعوة الخوارج ، وصار منهم عدد كبير وشوكة قوية . قال : فبعث عبيد الله الجيوش من أشراف العرب لقتال المدغري ، وجعل عليهم خالد بن أبي حبيب الفهري . وأردفه بحبيب بن أبي عبيدة . فسار خالد حتى أتى ميسرة دون طنجة . فالتقوا واقتتلوا قتالاً لم يسمع بمثله . ثم انصرف ميسرة إلى طنجة . فأنكرت عليه

الصفحة 31