كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 38 """"""
أهل القيروان ، فخذلوا الناس ودعوهم إلى عاصم . فافترق أكثر الناس عن أبي كريب ورجعوا إلى القيروان . وثبت أبو كريب في نحو ألف رجل من وجوه الناس ، وأهل البصائر والخشية والدين . وقاتلوا فقتل أبو كريب . وقاتل من معه حتى قتلوا . ودخلت ورفجومة القيروان . فاستحلوا المحارم وارتكبوا العظائم . ونزل عاصم بعسكره بالموضع الذي يسمى مصلى روح .
واستخلف على القيروان عبد الملك بن أبي جعدة النّفزي . وسار إلى حبيب وهو بقابس . فقاتله فانهزم حبيب ولحق بجبل أوراس وهم أخوال أبيه . فسار عاصم في طلبه إلى أوراس ، والتقوا واقتتلوا ، فهزم عاصم وقتل هو وأكثر أصحابه . وأقبل حبيب إلى القيروان . فخرج إليه بعد الملك بن أبي جعدة والتقوا . فقتل حبيب في المحرم سنة أربعين ومائة . فكانت ولاية عبد الرحمن بن حبيب عشر سنين وأشهراً ، وولاية إلياس ستة أشهر ، وولاية حبيب بن عبد الرحمن سنة واحدة وستة أشهر .
ذكر تغلب ورفجومة على إفريقية وما كان منهم ومن ولي بعدهم إلى أن ولي محمد بن الأشعث
قال : ولما حكمت ورفجومة على القيروان ، قتلوا من بها من قريش وساموهم سوء العذاب ، وربطوا دوابهم في المسجد الجامع . وندم الذي أعانوهم أشد ندامة .
قال : ثم دخل رجل من الإباضية القيروان فرأى ناساً من الورفحوميين قد أخذوا امرأة وأرادواها على نفسها ، والناس ينظرون . فترك حاجته التي أتي فيها ، وخرج إلى أبي الخطاب عبد الأعلى بن السّمح المعافري ، فأعلمه بالذي رأى . فخرج وهو يقول : لبيك اللهم لبيك . فاجتمع إليه أصحابه من كل مكان . وتوجهوا نحو طرابلس فأخرجوا منها عمر بن عثمان القرشي ، واستولى عليها أبو الخطاب .
ثم سار إلى القيروان فخرج إليه عبد الملك بن أبي جعدة بجماعة ورفجومة . والتقوا فقتل عبد الملك وأصحابه ، وذلك في صفر سنة إحدى وأربعين . فكان تغلّب

الصفحة 38