كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)
"""""" صفحة رقم 39 """"""
ورفجومة على القيروان سنة وشهرين . وتبع أبو الخطاب من انهزم منهم فقتلهم . ثم انصرف إلى القيروان فولى عليها عبد الرحمن بن رستم القاضي ، ومضى إلى طرابلس . فصارت طرابلس وما يليها وإفريقية كلها في يده ، إلى أن وجه أبو جعفر المنصور محمد ابن الأشعث في سنة أربع وأربعين .
ذكر ولاية محمد بن الأشعث الخزاعي
قال : لما غلبت الصّفرية على إفريقية بعد أن قتلت ورفجومة من قتلت من عربها ، خرج جماعة إلى أبي جعفر المنصور ، منهم عبد الرحمن ابن زياد بن أنعم ، ونافع بن عبد الرحمن السّلمي ، وأبو البهلول بن عبيدة ، وأبو العرباض . فأتوا المنصور يستنصرون به على البربر ، ووصفوا عظيم ما لقوه منهم . فولى المنصور أبو جعفر محمد بن الأشعث مصر . فوجه أبا الأحوص عمرو بن الأحوص العجلي إلى إفريقية . فهزمه أبو الخطاب في سنة اثنتين وأربعين .
فكتب أبو جعفر المنصور إلى محمد بن الأشعث يأمره بالمسير بنفسه ، ووجه إليه الجيوش . فخرج في أربعين ألفاً : ثلاثين ألف فارس من أهل خراسان ، وعشرة آلاف من أهل الشام . ووجه معه الأغلب بن سالم التّميمي والمحارب بن هلال الفارسي ، والمخارق بن غفار الطائي ، وأمرهم بالسمع والطاعة له . فإن حدث به حدث كان أميرهم الأغلب ، فإن حدث به حدث فالمخارق ، فإن حدث به حدث فالمحارب بن هلال . فمات المحارب قبل وصلوهم إلى إفريقية . وبلغ أبا الخطاب خروج محمد بن الأشعث إليه ، فجمع أصحابه من كل ناحية . ومضى في عدد عظيم فوصل إلى سرت . واستقدم عبد الرحمن بن رستم من القيروان ، فقدم بمن معه . فضاق ابن الأشعث ذرعاً بلقاء أبي الخطاب لما بلغه من كثرة جموعه . فاتفق تنازع زناته وهوارة فيما بينهم . فقتلت هوارة رجلاً من زناته . فاتهمت زناتة أبا الخطاب في ميله مع هوارة ، ففارقه جماعة منهم . فبلغ ذلك ابن الأشعث فسر به . وضبط أفواه السكك حتى انقطع خبره عن أبي الخطاب . فرجع إلى طرابلس .