كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 5 """"""
ثمانمائة رجل ، ومن بني سليم أربعمائة رجل ، ومن بني الدّيل وضمرة وغفار خمسمائة رجل ، ومن غطفان وأشجع وفزارة سبعمائة رجل ، ومن كعب ابن عمرو أربعمائة رجل ، وكانوا آخر من قدم على عثمان ، والناس معرّسون بالجرف ، والجرف على ثلاثة أميال من المدينة .
وأعان عثمان الجيش بألف بعير من ماله ، فحمل عليها ضعفاء الناس ، وحمل على خيل ، وفرق السلاح ، وأمر للناس بأعطياتهم . وذلك في المحرم سنة سبع وعشرين .
وخطب عثمان الناس ورغّبهم في الجهاد . وقال لهم : قد استعملت عليكم الحارث بن الحكم إلى أن تقدموا على عبد الله بن سعد ، فيكون الأمر إليه . واستودعتكم الله . وساروا حتى أتوا مصر .
فجمع عبد الله بن سعد جيشاً عرمرماً ، وضمه إليه . فبلغ عسكر المسلمين عشرين ألفاً . واستخلف على مصر عقبة بن نافع ، وتوجّه .
وحكى الزّهري عن ربيعة بن عباد الدّيلي قال : لما وصلنا قدّم عبد الله الطّلائع والمقدمات أمامه . وكنت أنا أكثر ما أكون في الطلائع فو الله إنا لبطرابلس قد أصبنا من بها من الروم قد تحصنوا منا فحاصرناهم ، ثم كره عبد الله أن يشتغل بذلك عما قصد إليه ، فأمر الناس بالرحيل . فنحن على ذلك إذا مراكب قد أرست إلى الساحل فشددنا عليها ، فترامى من بها إلى الماء . فأقاموا ساعة ثم أستأسروا فكتفناهم ، وكانوا مائة . حتى لحق بنا عبد الله فضرب أعناقهم ، وأخذنا ما في السفن . فكانت هذه أول غنيمة أصبناها . ومضى حتى نزل بمدينة قابس فحاصرناها . فأشار عليه ، الصحابة أن لا يشتغل

الصفحة 5