كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)
"""""" صفحة رقم 50 """"""
سار فيمن معه إلى القيروان ، وقاتل الفضل وهزمه ، واستولى على البلد وأخرجه منها . ثم قبض عليه وأراد أن يحبسه . فقال أصحابه : لا نزال في حرب ما دام الفضل حياً . فدافع عنه محمد بن الفارسي وأشار أن لا يقتلوه . فقاموا إليه وقتلوه . فعند ذلك أمر عبدويه المهلب بن يزيد ونصر بن حبيب وخالداً وعبد الله بن يزيد بالخروج من إفريقية ، فخرجوا كلهم .
ذكر أخبار عبد الله بن الجارود
قال : ولما قتل الفضل واستولى عبد الله على القيروان ، سمع شمدون القائد ما صنع بالفضل ، فقام غضباً له . واجتمع في الأربس هو وفرح بن عبد الرحمن الكلاعي القائد ، والمغيرة ، وغيرهم . وأقبل عليهم أبو عبد الله مال بن المنذر الكلبي من ميلة ، وكان والياً عليها في عدد كثير ، فقدموه على أنفسهم . واجتمع إليهم الناس . والتقوا بابن الجارود واقتتلوا . فقتل مالك بن المنذر ، وانهزم أصحابه حتى صاروا إلى الأربس .
فكتب شمدون إلى العلاء بن سعيد - وهو بالزاب - أن يقدم عليه . فأقبل إلى الأربس واجتمع بالمغيرة وشمدون وفلاح وغيرهم . وأقبل العلاء يريد القيروان فصادف ابن الجارود وقد خرج منها يريد يحيى بن موسى خليفة هرثمة بن أعين ، وذلك أن الرشيد لما اتصل به وثوب ابن الجارود على الفضل وإفساده إفريقية ، وجّه يقطين بن موسى لمحله من دعوتهم ، ومكانه من دولتهم ، وكبر سنه ، وحاله عند أهل خراسان . وأمر بالتطلف بابن الجارود وإخراجه من البلد . ووجه معه المهلب بن رافع . ثم وجه منصور بن زياد ، وهرثمة بن أعين أميراً على المغرب . فأقام ببرقة .
وقدم يقطين القيروان فجرى بينه وبين ابن الجارود كلام كثير . ودفع إليه كتاب الرشيد ، فقال ليقيطين : قد قرأت كتاب أمير المؤمينين ، وأنا على السمع والطاعة . وفي كتاب أمير المؤمنين أنه ولي هرثمة بن أعي ، وهو ببرقة يصل بعدكم . ومع العلاء البربر ، فإن تركت الثغر وثب البربر فأخذوه وقتلوا العلاء ولا يدخله وال لأمير المؤمنين أبداً ، فأكون أشأم الخلق على هذا الثغر . ولكن أخرج إلى العلاء ، فإن ظفر بي فشأنكم بالثغر ، وإن ظفرت به انتظرت قدوم هرثمة . ثم أخرج إلى