كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 74 """"""
أبي العباس وهو بصقلية ليصير إليه الملك ، ويخرج له من الأمر . فقدم عليه في شهر ربيع الأول فسلم إليه الأمر وخرج من تونس . وأظهر أنه يريد الحج . ووصل إلى سوسة ، ووجه رسله إلى بغداد بذلك . ثم بعث من يذكر رجوعه عن الحج وخروجه إلى الجهاد خشية من بني طولون لئلا تسفك بينهما الدماء . واستقر الناس ، وداعهم إلى الجهاد ، ووسع على من أتاه .
وخرج من سوسة لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الآخرة . فنزل نوبة ففرق الخيل والسلاح على أصحابه وأمر بالعطاء . فأعطي الفارس عشرين ديناراً والراجل عشرة .
وخرج من نوية إلى طرابنش في البحر . فأقام بها سبعة عشر يوماُ يعطى الأرزاق لمن معه .
ثم رحل فدخل مدينة بلرم لليلتين بقيتا من شهر رجب . وأمر برد المظالم . وأقام بصقلية أربعة عشر يوماُ يعطى أهلها ومن بها من البحريين الأرزاق .
وارتحل لتسع خلون من شعبان . فنزل على طبرمين وحاصرها . وكان بينه وبين أهلها قتال شديد حتى أثخنت الجراح في الفريقين . وهمّ المسلمون بالانحياز فقرأ قارىء : هذا خصمان اختصموا في ربهم . الآية فحمل حماة العسكر وأهل البصائر بنيات صادقة . فانهزم الكفرة هاربين . فتلهم المسلمون أبرح قتل ، وقفوا آثارهم في بطون الأودية ورؤوس الجبال . ودخل إبراهيم ومن معه طبرمين فقتل وسبي .
وبعث زيادة الله ابن ابنه أبي العباس إلى قلعة ميقش .
وبعث أبا الأغلب ولده بعسكر إلى دمنيش . فوجد أهلها قد هربوا على وجوههم . فأخذ جميع ما كان بها .

الصفحة 74