كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)
"""""" صفحة رقم 85 """"""
ثم قام بالأمر بعده ولده أبو القاسم محمد المنعوت بالقائم بأمر الله . فملك إلى أن توفي في يوم الأحد الثالث عشر من شوال سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة . ثم قام بالأمر بعده ابنه أبو الطاهر إسماعيل المنعوت بالمنصور بنصر الله . وبني المنصورية . ودامت أيامه إلى أن توفي في يوم الجمعة آخر شوال سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة .
ثم قام بالأمر بعده ابنه أبو تميم معد المنعوت بالمعز لدين الله . ودامت ولايته ببلاد المغرب إلى أن جهز القائد جوهراً إلى الديار المصرية فملكها بعد انقراض الدولة الإخشيدية . وأنشأ القاهرة المعزية ، ثم كتب إلى مولاه المعز لدين الله بذلك . فتوجه المعز إلى الديار المصرية ، وكان رحيله من المنصورية ووصوله إلى سردانية في يوم الاثنين لثمان بقين من شوال سنة إحدى وستين وثلاثمائة . وسلم إفريقية وبرد المغر كلها ليوسف بن زيري بن مناد في يوم الأربعاء لسبع بقين من ذي الحجة من السنة . وأمر سائر الناس بالسمع والطاعة له . ثم رحل المعز لدين الله من سردانية لخمس خلون من صفر سنة اثنتين وستين وثلاثمائة . ثم سار منها إلى طرابلس وأقام بها أياماً . ورحل منها يوم السبت لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الآخر منها . ووصل ثغر الإسكندرية لست خلون من شعبان منها . فكانت مدة مقامهم ببلاد المغرب خمساً وستين سنة وشهوراً . وصار أمر المغرب بعده ليوسف بن زيري ثم لبنيه من بعده ، على ما نذكره إن شاء الله عز وجل . وكانوا في مبدإ الأمر كالنواب لملوك الدولة العبيدية بمصر . ثم استقلوا بعد ذلك بالأمر على ما يأتي من أخبارهم .
ذكر ابتداء دولة بني زيري بن مناد ونسبهم ومبدأ أمرهم ومن ملك منهم إلى انقضاء دولتهم
أول من ملك منهم أبو الفتوح بكلّين يوسف بن زيري . ولنبدأ بذكر نسبه وأخبار آبائه ومبدإ أمرهم .
فأما نسبه فهو أبو الفتوح يوسف بن زيري بن مناد بن منقوش بن زناك بن زيد الأصغر بن واشفاك بن وزعفي ابن سري بن وتلكي بن سليمان بن الحارث بن عدي الأصغر - وهو المثنى بن المسور بن يحصب بن مالك بن زيد " بن الغوث " الأصغر - بن سعد - وهو عبد الله بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد ابن شداد بن زرعة - وهو