كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 86 """"""
حمير " الأصغر " بن سبأ الأصغر بن كعب بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عوف بن عريب بن زهير بن أبيمن بن الهميسع بن عمرو بن حمير - وهو العرنجج - ابن سبأ الأكبر بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عامر - وهو هود .
هكذا قال عز الدين أبو محمد عبد العزيز بن شداد بن الأمير تميم ابن المعز بن باديس في تاريخه المترجم " بالجمع والبيان في أخبار المغرب والقيروان " . وهم المقول فيهم :
ذوو الملك والتّيجان والغرر التي . . . حقيق بها التيجان أن تتباهى
لها معجز التّأسيس في سدّ مأرب . . . وإن كان قد أوهاه فيض نداها
لها ركن بيت الله غير مدافع . . . وميقات حجّ الله غير مضاهي
لها اللغة العليا التي نزلت بها . . . فواتح ياسين وميدأ طه
لها يوم بدر والنّضير وخيبر . . . وأيّ مناد في حنين دعاها
قال : وأول من دخل منهم بلاد المغرب المثنى بن المسور . وكان سبب دخوله أنه لما رأي الحبشة قد غلبت على اليمن وأخرجت حمير عن ملكها ، سار إلى الشّحر فوجد به كاهن من حمير . فلما رأى المثنى ، سلم عليه وسأله عن خبره وما الذي أتى به . فأعلمه أن الحبشة غلبتهم على ملكهم . فقال له الكاهن : " اذهب إلى المغرب واتخذه قراراً . فو الله ، ليكونن لولدك فيه شأن ، وليملكن منهم جماعة ، ويتوارثونه ، ويطول ملكهم " . فهاج ذلك المثنى على دخول المغرب فدخله . وأعلم المثنى بنيه بذلك وأعلم بنوه بنيهم .
فما زالوا يتوقعون الملك إلى أن ولد مناد بن منقوش ونشأ ، فجاء شديد القوة كثير المال والبنين . فأخذ في الإفضال على من يمر به . فاشتهر ذكره وشاع خبره في الناس . وكان له مسجد يطرقه كل من يأتي إليه . فإذا خرج إلى الصلاة ، سلم على من ينزل المسجد من الأضياف وحمله إلى داره ، ويضيفه ويكرمه . ويقيم عنده ما شاء الله أن يقيم . فإذا أراد الانصراف ، زوده وكساه ووصله وصرفه .

الصفحة 86