كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 24)

"""""" صفحة رقم 98 """"""
آبائي وأجدادي ورثناه عن حميرة . وكلام كثير في هذا المعنى . ثم قال لهم : انصرفوا في حفظ الله فإن قلوب أهليكم مشغولة بكم فانصرفوا .
وقدم المنصور إلى رقادة في يوم الاثنين لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر رجب سنة أربع وسبعين وثلاثمائة . فتلقاه عبد الله الكاتب ووجوه الناس . فأظهر لهم الخير ووعدهم بكل جميل . وأتاه العمال من كل بلد بالهدايا والأموال . وأهدى إليه غبد الله ما لا يحيط به الوصف . فجهز المنصور هدية إلى نزار بلغت قيمتها ألف ألف دينار .
وأقام برقادة إلى يوم الأربعاء لثلاث بقين من ذي الحجة من السنة . ورجع إلى المغرب ومعه عبد الله الكاتب . واستخلف عبد الله ابنه يوسف على القيروان ، فسار أحسن سيرة .
وفي هذه السنة ، أعطى المنصور أخاه يطوفت العساكر والعدد ووجهه إلى فاس وسجلماسة يطلب ردهما ، وكانت زناتة قد ملكت تلك البلاد بعد موت أبي الفتوح فمضى حتى وصل إلى قرب فاس وبها زير يبن عطية الزناتي المعروف بالقرطاس ، ومعه عساكر زناتة ، فعاجله زيري فقتل من عسكره خلقا عظيما وأسر وهرب من سلم إلى تيهرت . فلما بلغ المنصور هزيمة بطوفت ، أرسل أخاه عبد الله بعسكر يلقاه به ثم وصل يطوفت إلى أشير . فلم يتعرض المنصور بعدها لشيءمن بلد زناتة .
وفي سنة ست وسبعين ، أخذ يوسف بن عبد الله بن محمد الكاتب في بناء قصر المنصور . فبلغ الإنفاق عليه ثمانمائة ألف دينار ثم عمل عليه وعلى قصر بجواره ، كان بناه قديما شفيع الصقلبي صاحب المظلة سورا محدقا عليهما . وغرست حوله الأشجار من كل جهة .
وفي سنة سبع وسبعين ، وصل المنصور من أشير إلى إفريقية في يوم الاثنين منتصف المحرم ، ونزل في قصره الذي بني له . ونزل عبد الله الكاتب وجميع القواد حوله .

الصفحة 98