كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 105 """"""
فرده عما عزم عليه ، فعاد إلى الحرب ومباشرة القتال ، ووجه سليمان ابن موسى الشعراني - وهو أحد رؤساء صاحب الزنج - يطلب الأمان ، فلم يجبه الموفق إلى ذلك لما تقدم منه من سفك الدماء والفساد ، ثم اتصل به أن جماعة من أصحاب الزنج قد استوحشوا لذلك فأجابه وأرسل الشذا إلى موضع ذكره فخرج هو وأخوه وأهله وجماعة من قواده ، فأرسل صاحبهم من يمنعهم من ذلك فقاتلهم ووصل إلى الموفق فزاد في الإحسان إليه وخلع عليه وعلى من معه ، وأمر بإظهاره لأصحابه ليزدادوا ثقة ، فلم يرجع من مكانه حتى استأمن جماعة من القواد ، منهم شبل بن سالم ، فأجابه الموفق وأرسل إليه شذاوات فركب فيها وعياله وولده وجماعة من قواده ، فلقيهم قوم من الزنج فقاتلهم ونجا ووصل إلى الموفق فأحسن إليه ووصله بصلة سنية ، وهو من قدماء أصحاب الخبيث ، فعظم ذلك عليه وعلى أوليائه لما رأوا من زغبة رؤسائهم في الأمان قال : ولما رأى الموفق مناصحة شبل أمره أن يكفيه بعض الأمور ، فسار ليلاً في جمع من الزنج لم يخالطهم غيرهم إلى عسكر الزنج ، فأوقع بهم وأسر منهم وقتل وعاد فأحسن إليه الموفق وإلى أصحابه ، وصار الزنج بعد الوقعة لا ينامون الليل ولا يزالون يتحارسون ، وأقام الموفق ينفذ السرايا إليهم ويكيدهم ويحول بينهم وبين القوت ، وأصحابه يتدربون في سلوك تلك المضايق التي في أرضه ويوسعونها . ني - وهو أحد رؤساء صاحب الزنج - يطلب الأمان ، فلم يجبه الموفق إلى ذلك لما تقدم منه من سفك الدماء والفساد ، ثم اتصل به أن جماعة من أصحاب الزنج قد استوحشوا لذلك فأجابه وأرسل الشذا إلى موضع ذكره فخرج هو وأخوه وأهله وجماعة من قواده ، فأرسل صاحبهم من يمنعهم من ذلك فقاتلهم ووصل إلى الموفق فزاد في الإحسان إليه وخلع عليه وعلى من معه ، وأمر بإظهاره لأصحابه ليزدادوا ثقة ، فلم يرجع من مكانه حتى استأمن جماعة من القواد ، منهم شبل بن سالم ، فأجابه الموفق وأرسل إليه شذاوات فركب فيها وعياله وولده وجماعة من قواده ، فلقيهم قوم من الزنج فقاتلهم ونجا ووصل إلى الموفق فأحسن إليه ووصله بصلة سنية ، وهو من قدماء أصحاب الخبيث ، فعظم ذلك عليه وعلى أوليائه لما رأوا من زغبة رؤسائهم في الأمان قال : ولما رأى الموفق مناصحة شبل أمره أن يكفيه بعض الأمور ، فسار ليلاً في جمع من الزنج لم يخالطهم غيرهم إلى عسكر الزنج ، فأوقع بهم وأسر منهم وقتل وعاد فأحسن إليه الموفق وإلى أصحابه ، وصار الزنج بعد الوقعة لا ينامون الليل ولا يزالون يتحارسون ، وأقام الموفق ينفذ السرايا إليهم ويكيدهم ويحول بينهم وبين القوت ، وأصحابه يتدربون في سلوك تلك المضايق التي في أرضه ويوسعونها .
ذكر استيلاء الموفق على مدينة صاحب الزنج الشرقية
قال : ولما علم الموفق أن أصحابه قد تمرنوا على سلوك تلك الأرض وعرفوها صمم على العبور إلى محاربة صاحب الزنج من الجانب الشرقي من نهر أبي الخصيب ، فجلس مجلساً عاماً وأحضر قواد المستأمنة وفرسانهم فوقفوا بحيث يسمعون كلامه ، ثم عرفهم ما كانوا عليه من الضلالة والجهل وانتهاك المحارم ومعصية الله عز وجل ، وأن ذلك قد أحل لهم دماءهم ، وأنه غفر لهم زلتهم وأمنهم ووصلهم ، وأن ذلك يوجب عليهم حقه وطاعته ، وأنهم لن يرضوا ربهم وسلطانهم بأكثر من الجد في محاربة الخبيث ، وأنهم يخبرون مسالك ذلك العسكر وضايق مدينته وأولى أن يجتهدوا في الولوج عليه والتوغل في حصونه حتى يمكنهم الله منه ، فإذا فعلوا ذلك فلهم الإحسان والمزيد ، ومن قصر منهم فقد أسقط منزلته ، فارتفعت أصواتهم بالدعاء والاعتراف بإحسانه ، وبما هم عليه من المناصحة والطاعة وانهم يبذلون دماءهم في كل ما يقربهم منه ، وسألوه أن يفردهم بناحية ليظهر من نكايتهم في العدو ما يعرف به إخلاصهم وطاعتهم ، فأجابهم إلى ذلك وأثنى عليهم ، وكتب في جمع السفن والمعابر

الصفحة 105