كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 12 """"""
علي بن حسن ؛ وقيل إن المنصور أمر بهم فقتلوا ، وقيل بل أمر بهم فسقوا السم ، وقيل وضع المنصور على عبد الله من قال له : إن ابنه محمداً قد خرج وقتل ، فانصدع قلبه فمات والله أعلم ، ولم ينج منهم إلا سليمان وعبد الله ابنا داود بن حسن بن حسن ، وجعفر بن حسن ، وبقيتهم ماتوا في حبس المنصور .
ذكر ظهور محمد بن عبد الله ابن حسن بن الحسن بن على بن أبي طالب
كان ظهوره بالمدينة لليلتين بقيتا من جمادي الآخرة سنة خمس وأربعين ومائة ، وقيل بل كان في رابع عشر رمضان منها . وكان سبب خروجه أن المنصور لما حمل أهله إلى العراق ، وسار من الربذة ، ردّ رياحاً إلى المدينة أميراً عليها ، فألح في طلب محمد ، وأرهقه الطلب يوما فتدلى في بئر في المدينة ، يناول أصحابه الماء ، وانغمس في الماء إلى حلقه ، وكان بدنه لايخفى لعظمه ، وبلغ رياحاً خبره أنه بالمذاد ، فركب نحوه في جنده ، فتنحى محمد عن طريقه واختفى في دار الجهنية ، فحيث لم يره رياح رجع إلى دار مروان ، فلما اشتد الطلب على محمد خرج قبل وقته ، وكان قد واعد أخاه إبراهيم أنه يخرج لوقت عينه بالمدينة ، ويخرج إبراهيم بالبصرة ، وقيل بل خرج لميعاده مع أخيه ، وإنما أخوه تأخر لجدري لحقه .
وكان عبيد الله بن عمرو بن أبي ذؤيب وعبد الحميد بن جعفر يقولون لمحمد بن عبد الله : ماتنتظر بالخروج ؟ ف الله ما على هذه الأمة انتقام منك ، اخرج ولو لوحدك ، فحركه ذلك للخروج أيضاً ، وأتى رياحاً الخبر : أن محمداً خارج الليلة ، فأحضر محمد ابن عمران بن إبراهيم بن محمد قاضى المدينة والعباس بن عبد الله ابن الحارث بن العباس وغيرهما عنده ، فصمت طويلا ثم قال لهم : يا أهل المدينة ؛ أمير المؤمنين يطلب محمداً في شرق الأرض وغربها ، وهو بين أظهركم ، أقسم بالله : لئن خرج لأقتلنكم أجمعين ، وقال لمحمد بن عمران : أنت قاضي أمير المؤمنين فادع عشيرتك ، فجمع بني زهرة فجاءوا في جمع كبير ، فأجلسهم بالباب ، وأرسل فأخذ نفرا من العلويين وغيرهم ، فيهم : جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ، وحسين بن علي بن حسين بن علي ، وحسن بن علي بن حسين بن علي ، ورجال من قريش

الصفحة 12