كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 13 """"""
فيهم : إسماعيل بن أيوب بن سلمة بن عبد الله بن الوليد بن المغيرة وابنه خالد ، فبيناهم عنده إذ ظهر محمد فسمعوا التكبير ، فقال ابن مسلم بن عقبة المري : أطعني في هؤلاء واضرب أعناقهم ، فقال له الحسين بن علي بن الحسين بن علي : والله ، ما ذاك إليك ، إنا لعلى السمع والطاعة ، وأقبل محمد من المذاد في مائة وخمسين رجلاً في بني سلمة تفاؤلاً بالسلامة ، وقصد السجن فكسر بابه وأخرج من فيه ، وممن كان فيه محمد بن خالد بن عبد الله القسري وابن أخيه النذير بن يزيد ورزام فأخرجهم ، وجعل على الرجالة خوات بن بكير بن خوات بن جبير ، وأتى دار الإمارة وهو يقول لأصحابه : لاتقتلوا لاتقتلوا ، فامتنع منهم رياح فدخلوا من باب المقصورة ، وأخذوا رياحاً أسيراً وأخاه عباساً وابن مسلم ابن عقبة المري ، فحبسهم في دار الإمارة ، ثم خرج إلى المسجد فصعد المنبر ، فحمد الله واثني عليه ثم قال : أما بعد فإنه قد كان من أمر هذا الطاغية - عدو الله أبي جعفر - ؛ ما لم يخف عليكم ، من بنائه القبة الخضراء التي بناها معاندة لله في ملكه ، وتصغيراً للكعبة الحرام ، وإنما أخذ الله فرعون حين قال ، أنا ربكم الأعلى ، وإن أحق الناس بالقيام في هذا الأمر أبناء المهاجرين والأنصار المواسين ، اللهم إنهم قد أحلوا حرامك وحرموا حلالك ، وأمنوا من أخفت ، وأخافوا من أمنت ؛ اللهم فاحصهم عدداً ، واقتلهم بدداً ، ولا تغادر منهم أحدا ؛ أيها الناس : إني والله ما خرجت بين أظهركم ، وأنتم عندي أهل قوة ولا شدة ، ولكني اخترتكم لنفسي ، والله ما جئت هذه وفي الأرض مصر يعبد الله فيه إلا أخذ لي فيه البيعة .
وكان المنصور يكتب إلى محمد بن عبد الله على ألسن قواده ، يدعونه إلى الظهور ويخبرونه أنهم معه ، فكان محمد يقول هذا ، ويقول : لو التقينا مال القواد كلهم إلى ، واستولى محمداً على المدينة ، واستعمل عليها عثمان بن محمد بن خالد بن الزبير ، وعلى قضائها عبد العزيز بن المطلب بن عبد الله المخزومي ، وعلى بيت السلاح عبد العزيز الدراوردي ، وعلى الشرط أبا القلمس عثمان بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وعلى ديوان العطاء عبد الله بن جعفر ابن عبد الرحمن بن

الصفحة 13