كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 17 """"""
فكتب إليه محمد : بسم الله الرحمن الرحيم " طسم ، تلك آيات الكتاب المبين ، نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون ، إن فرعون علافى الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذر أبناءهم ويستحي نساءهم إنه كان من المفسدين ، ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ، ونمكن لهم في الأرض ونرى فرعون ؟ وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون " ، وأنا أعرض عليك من الأمان مثل ما عرضت علي ، فإن الحق حقنا ، وإنما ادعيتم هذا الأمر لنا ، وخرجتم له بشيعتنا ، وحظيتم بفضلنا ، فإن أبانا عليا كان الوصي ، وكان الإمام ، فكيف ورثتم ولايته وولده أحياء ، ثم قد علمت أنه لم يطلب الأمر أحد له مثل نسبنا وشرفنا وحالنا وشرف آبائنا ، لسنا من أبناء اللعناء ولا الطرداء ولا الطلقاء ، وليس يمت أحد من بني هاشم بمثل الذي نمت من القرابة والسابقة والفضل - وإنا بنو أم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) - فاطمة بنت عمرو في الجاهلية ، وبنو بنت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) - فاطمة في الإسلام - دونكم إن الله اختارنا واختار لنا ، فوالدنا من النبيين محمد ( صلى الله عليه وسلم ) أفضلهم ، ومن السلف أولهم إسلاما علي بن أبي طالب ، ومن الأزواج أفضلهم خديجة الطاهرة ، وأول من صلى إلى القبيلة ، ومن البنات خيرهن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ، وإن هاشماً ولد عليا مرتين ، وإن عبد المطلب ولد حسناً مرتين ، وإن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ولدني مرتين ، من قبل حسن وحسين ، وإني أوسط بني هاشم نسباً ، وأصرحم أماً وأباً ، لم تعرق في العجمة ، ولم تنازع في أمهات الأولاد ، فمازال يختار لي الآباء والأمهات في الجاهلية والإسلام ، حتى اختار لي في النار ، فأنا ابن أرفع الناس درجة في الجنة ، وأهونهم عذاباً في النار ، فلك ذمة الله علي ، إن دخلت في طاعتي ، وأجبت دعوتي ، أن أؤمنك على نفسك ومالك ، وعلى كل حدث أحدثته ، إلا حداً من حدود الله أو حقاً لمسلم أو معاهد ، فقد علمت ما يلزمني من ذلك ، وأنا أولى بأمر منك وأوفى بالعهد ، لأنك أعطيتني من الأمان والعهد ما أعطيته رجلاً قبلي ، فأي الأمانات تعطيني ؟ أمان ابن هبيرة أم أمان عمك عبد الله بن علي أم أمان أبي مسلم فلما ورد كتابه على المنصور قال له أبو الأيوب المورياني : دعني أجبه عنه ، قال : لا ، إذا تقارعنا على الأحساب دعني وإياه ، ثم كتب إليه المنصور :

الصفحة 17