كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 186 """"""
إلى الأحساء ولم يعلم الناس ما كان السبب في ذلك ، فلما تيقنت المغاربة أنه قد رحل إلى بلده أنفذ جوهر القائد ابن أخته نحو يافا ، وبلغ من عليها يحاصرها أن الحسن بن أحمد رحل عن مصر ، وأن إبراهيم ابن أخت جوهر خارج يريد يافا ، فساروا القوم عنها وتوجهوا نحو دمشق ، فنزلوا بعسكرهم على ظاهرها ، فجرى بين ظالم وأبي المنجي كلام وخلاف ذكر أنه بسبب أخذ الخراج ، وكان كل واحد منهما يريد أخذه للنفقة في رجاله ، وكان أبو المنجي كبيراً عند القرمطي يستخلفه على تدبير أحواله . قال : ولما رحل القوم عن يافا إلى دمشق جاءها إبراهيم ابن أخت جوهر القائد ، فأخرج من كان بها وسار بهم إلى مصر ، ورجع الحسن ابن أحمد فنزل الرملة ، ولقيه أبو المنجي وظالم فذكر أبو المنجي للحسن ابن أحمد ما جرى من ظالم وما تكلم به ، فقبض عليه ولم يزل محبوساً حتى ضمنه شبل بن معروف فخلى سبيله ، فهر إلى شط الفرات إلى حصن كان له في منزل بني زياد ، ثم إن الحسن بن أحمد طرح مراكب في البحر وجعل فيها رجالاً مقاتلة ، وجمع كل من قدر عليه من العرب وغيرهم وتأهب للمسير إلى مصر ، وكان الجوهر يكتب إلى المعتز لدين الله إلى القيروان بما جرى على عسكره ، من القتل والحصار والقتل ، أن الحسن بن أحمد يقاتلهم على خندق عسكرهم ، وقد أشرف على أخذ مصر فقلق من ذلك قلقاً شديد ، وجمع من يقدر عليه وسار إلى مصر ، وظنها أنها تؤخذ قبل أن يصل إليها فدخلها في يوم الثلاثاء لخمس خلون من شهر رمضان سنة اثنتي وستين وثلاثمائة وكان شديد الخوف من الحسن بن أحمد ، فلما نزل مصر عزم على أن يكتب إلى الحسن بن أحمد كتاباً يعرفه فيه أن المذهب واحد ، وأنهم منهم استمدوا ، ولأن ساداتهم في هذا الأمر ، وبهم وصلوا إلى هذه المرتبة وترهب عليه ، وكان غرض المعز لدين الله العبيدي في ذلك أن يعلم من جواب القرمطي ما في نفسه ، وهل خافه لما وافى مصر أم لا ؟ قال : والحسن بن أحمد يعرف أن المذهب واحد ، لأنه يعلم الظاهر من مذهبه والباطن ، لأن الجميع اتفقوا على تعطيل الخالق وإباحة الأنفس والأموال وبطلان النبوة ، فهم متفقون على المذهب ، وإذا تمكن بعضهم من بعض يرى قتله ولا يبقي عليه .
قال الشرف : وكان عنوان الكتاب : من عبد الله ووليه وخيرته وصفيه معد أبي تميم بن إسماعيل المعز لدين الله أمير المؤمنين ، وسلالة خير النبيين ونجل علي أفضل الوصيين إلى الحسن بن أحمد ، ونسخة الكتاب :

الصفحة 186