كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 192 """"""
والعرب فقاتلوه وأسروه وجماعة من القواد وانهزم من معه ، ثم جهز القرامطة جيشاً آخر في عدد كثير فهزمته عساكر صمصام الدولة ، وقتل مقدم القرامطة ، وكانت هذه الوقعة بالجامعين ، فلما بلغ المنهزمون الكوفة رحل القرامطة عنها ، واتبعهم العساكر إلى القادسية وأخذ أمر القرامطة في الانتفاض ، ولم يكن لهم بعد ذلك بالعراق والشام وقعة بلغنا خبرها .
ذكر ظفر الأصغر بالقرامطة
قال ابن الأثير : وفي سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة جمع إنسان يعرف بالأصفر من بني المنتفق جمعاً كثيراً ، وكان بينه وبين جمع من القرامطة وقعة ، قتل فيها مقدم القرامطة وانهزم أصحابه وقتل منهم وأسر خلق كثير ، وسار الأصفر إلى الأحساء فتحصن القرامطة منه ، فعدل إلى القطيف فأخذ ما كان فيها من عبيدهم وأثقالهم ومواشيهم ، وسار بذلك إلى البصرة وانتقض أمر القرامطة وضعفوا ، وكان مدة ظهور مذهبهم إلى هذا التاريخ مائة سنة ، ومنذ ظهر أمرهم واستولوا على البلاد وتجهزت العساكر لقتالهم خمساً وتسعين سنة ، وكانت فتنتهم قد عمت أكثر البلاد والعباد ؛ ولم أقف لهم بعد واقعة الأصفر على واقعة أخرى فأذكرها .
وقد ذكرنا من أخبارهم ما فيه كفاية ، فلنذكر أخبار الخوارج ببلاد الموصل .
ذكر أخبار الخوارج بالموصل مساور ومن بعده
كان خروج المساور بن عبد الحميد بن مساور البجلى بالبوازيج من بلاد الوصل في شهر رجب من شهور سنة اثنتين وخمسين ومائتين في خلافة المعتز بالله ، وكان سبب خروجه أن شرطة الموصل كان يتولاها رجل اسمه حسين بن بكير لبني ع

الصفحة 192