كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 25)

"""""" صفحة رقم 193 """"""
مران أمراء الموصل ، فأخذ ابنا لمساور هذا اسمه حوثرة فحبسه بالحديثة ، وكان حوثرة جميلاً فكان متولي الشرطة يخرجه من الحبس ليلاً ويحضره عنده ، ويرده إلى الحبس نهاراً ، فكتب حوثرة إلى أبيه - وهو بالبوازيج - يقول : أنا بالنهار محبوس وفي الليل عروس ، فغضب لذلك وقلق وخرج وتابعه جماعة ، وقصد الحديثة فاختفى حسين بن بكير ، فأخرج ابنه من الحبس وكثر جمعه من الأعراب والأكراد ، فسار إلى الموصل ونزل بالجانب الشرقي ، وكان الوالي عليها عقبة بن محمد بن جعفر بن محمد بن الأشعث بن اهبان الخزاعي ، واهبان يقال إنه مكلم الذئب وله صحبه ، فوافقه من الجانب الغربي وعبر دجلة رجلان من أهل الموصل إلى مساور ، فقاتلا مساورا فقتلا وعاد مساور وكره القتال ، وكان حوثرة ابنه معه فكان يقول :
أنا الغلام البجلي الشاري . . . أخرجى جوركم من داري
ذكر قتل مساور بندارا الطبري متولي طريق خراسان
قال : ولما فارق مساور الموصل بلغ بندارا الطبري وهو بالدسكرة أنه يريد كرخ جدان ، وكان بندار الطبري يلي طريق خراسان هو ومظفر بن سيسل ، فقال بندار ذلك لمظفر فقال مظفر : قد أمسينا وغدا عيد ، فإذا قضينا العيد سرنا إليه ، فسار بندار ليلاً طمعاً في أن يكون الظفر له ، حتى أشرف على عسكر مساور ، فأشار عليه بعض أصحابه أن يبيتهم فأبى ، وقال : حتى أراهم ويروني فأحس به الخوارج فركبوا واقتتلوا ، وكان مع بندار ثلاثمائة فارس ومع مساور سبعمائة ، فاشتد القتال بينهم وحمل الخوارج حمله ، اقتطعوا من أصحاب بندار أكثر من مائة فصبروا لهم وقاتلهم حتى قتلوا جميعاً ، فانهزم بندار وأصحابه وجعل أصحاب مساور يقتطعونهم قطعة بعد قطعة فقتلوهم ، وأمعن بندار في الهرب فطلبوه حتى أدركوه فقتلوه ونصبوا رأسه ، ونجا من أصحابه نحو خمسين رجلاً ، وقيل مائة ، وأتى الخبر إلى المظفر فرحل نحو بغداد ، وسار مساور نحو حلوان فقاتله أهلها ، فقتل منهم أربعمائة إنسان ، وقتلوا من أصحابه جماعة وقتل مساور عدة من أصحاب خراسان كانوا بحلوان ، فأعانوا أهلها على مساور ، ثم انصرف عن حلوان ، فقال مساور في ذلك :
فجعت العراق ببندارها . . . وحزت البلاد بأقطارها
وحلوان صبحتها غارة . . . فقتلت أغرار غرارها
وعقبة بالموصل اجحرته . . . وطوقه الذل بي كارها

الصفحة 193